أتفق مع من أختلف معه.. أتفق مع ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى من أن الأحداث المحيطة، التى يتصدرها المشهد الداعشى، تزيد من نسبة الإلحاد بالأديان. أزيد على هذا أننى أرى فيما يحدث مؤامرة لتحقيق هذا الهدف، فالمشاهد الدموية الداعشية يتواكب معها ردود أفعال منظمة ترتب عليها أن الأديان بطبيعتها دموية.. وبترتيب تأويلى للأحداث والتاريخ يسوق هؤلاء أدلتهم على دموية الدين الإسلامى تحديدا، ويغضون البصر عن جوهر الدين الذى يحمل أساسيات التراحم والعدالة الاجتماعية. يقولون إن الغرض مرض.. نعم الغرض المرض، الغرض يدفعك إلى تصوير عنف المعتدى عليه ضد المعتدى الغاشم كأنه همجية وبربرية، وهذا أسلوب قديم اتبعته النازية والصهيونية من قبل تجاه الشعوب المقاومة لها.. ويقول لى شخص إن خالد بن الوليد جز رؤوس الفرس، وبصرف النظر عن التدقيق فى المعلومة فهو يتحدث كأن الفرس لم يكونوا معتدين أو دمويين، كما أن أدوات الصراع والحروب والدفاع عن الحق كانت آنذاك السيوف التى لا تأتى إلا بالذبح، وهذا الشخص يتناسى بشاعة الفرس ودمويتهم، بل يتناسى أنهم كانوا محتلين ومستعمرين، وركز فقط فى دموية المدافع عن أرضه وماله وعرضه ودينه ووصفه بالدموية، ليؤكد على دموية الدين الإسلامى، ويغض البصر عن أتباع لهذا الدين الإسلامى يؤمنون بالحضارة والسلام والعدالة الاجتماعية والتراحم، هو اختيار متعمد للإعلاء من مشهد مصطنع متعمد. ربما أخطأنا فى حمل رسالة ديننا والكشف عن أبعاده الحضارية والتنورية، نعم أخطأنا وأخطأت مؤسسات كثيرة كان منوط بها هذا الدور، وعلى رأسها الأزهر.. ولكن المحدد المكون الرئيسى لما يحدث هو مؤامرة مع سبق الإصرار والترصد بشهادة أدلة عديدة، منها كثرة الجنسيات الأوروبية المنضمة للتنظيمات الدموية، ومنها التخديم الإعلامى الذى يوجه جهوده لتحميل طبيعة الإسلام المسؤولية، وغض البصر عن مواجهة دوافع العنف الاقتصادية والاجتماعية والاستعمارية. حدث أن نشرت على الفيس فيلما عن بشاعة بعض من هذه الجماعات وهى تذبح معارضين ولها وهم يهللون الله أكبر، وأرفقت معه تعليقا بأن هذا ليس الدين الإسلامى، ومن خلال التعليقات دار بينى وبين شخصين من الملحدين الجدد هذا الحوار الذى حاولا من خلاله تحميل طبيعة الإسلام المسؤولية عن العنف، وتأكيد أن الإسلام دين دموى، ومن خلال الحوار لاحظت محاولات استفزاز لعقيدتى من أجل دفعى إلى رد فعل انفعالى يستندان عليه فى تأكيد هدفهما بأن المسلمين لا يناقشون وضعاف الحجة ويميلون إلى العنف، فأدرت الحوار معهما بصبر شديد يليق بما أعتقده.. وهذا جزء من الحوار: زيوس شامى: المسلمين اقترفوا بشاعات فى التاريخ اقبح من هيك، إقرأوا التاريخ جيداً لا التاريخ الاسلامى الذى علموك فى المدارس. محمد منير: انا مسلم كما اعرف الاسلام وليس تبع القراءات التاريخية المشوهة ارجوك لا تصر على الخلاف والفرقة.. البشرية فى خطر. زيوس شامى: المرصد الدولى لمحاربة التكفير فى الإعلام برئاسة الدكتور يحيى أبوزكريا وعدنان إبراهيم والشيخ فرحان المالكى ومعن الجربا والشيخ أحمد القبيسى هؤلاء وغيرهم من القرآنيين بتوع الإسلام المودرن لن يستطيعوا تغيير صورة الاسلام القبيحة وكيف انتشر بحد السيف. محمد منير: انت مصر على اشعال العالم بالطائفية.. نحن يجب ان نعيش كما نريد وليس كما يريد السلف. زيوس شامى: إن سطوة الصورة المؤلمة على المشاهد فى عصر الصوت والصورة جعلت الاسلام يحتضر، وشرور هذا العالم من هذا الشىء الذى يسمى الدين. لنحاربه فى العقل والحوار بدل السيف، لاحظ أنت اعتبرت ان الخلاف فى الرأى يؤدى إلى اشعال الطائفية، على المسلمين تعلم قبول الرأى الآخر بدون اللجوء إلى العنف. محمد منير: انت الذى تنفى الاخر وعقيدته.. انت حر فى عدم الاعتقاد بما يعتقد الاخر ولكن ليس من حقك محاربته ونفيه.. نفى الاخر هو بداية العنف لأنك تعطى للاخر حق نفيك.. فلنتعلم كيف نعيش سويا بمعتقدات وعقائد مختلفة. زيوس شامى: نعم انا اعتبر الإسلام شر على المسلمين قبل ان يكون شر على غيرهم، وهذا رأيى ورأى آخرين مثل فرج فودة، انا اعتبر الاسلام لا يتوافق مع عصر القرن الواحد والعشرين ولا يتوافق مع مواثيق حقوق الانسان، وأعتبر الديانات جاءت لصالح الطبقات الحاكمة عبر التاريخ كما قال فيلسوف العرب ابو العلاء المعرى ***إنما هذه المذاهب اسباب ***لجلب الدنيا إلى الرؤساء.. انا لا اقطع رؤوس لأفرض فكرى على الآخرين، أنت تخالفنى فى الرأى وهذا لا يزعجنى على الإطلاق، إنتقاد الفكرة طالما انها ليست دينية هى قمة السذاجة فى رأيى. زيوس شامى: نفى الآخر هو اقتلاع جذوره الوطنية، إستئصاله من وطنه حرمانه من حقه الطبيعى ونفيه، لا علاقه لها فى المعتقد الدينى. محمد منير: يتحكم فيك رد الفعل والانفعال بسبب جرائم مؤسفة وليس العقل... واسلامى الذى تهاجمه علمنى أن التمس العذر للناس. Salim Wafi: نفى الاخر أساس عقيدة المسلمين. فلا اله الا الله هى اكبر شهادة على عدوانية الاسلام ونفيه لعقائد الاخرين. ومن يبرئ الاسلام من مسؤوليته فى هذه الفظائع هو مسؤول عنها بنفس الدرجة. محمد منير: اضحكتنى.. لا اله إلا الله لمن يؤمن به.. اما من لا يؤمن به فهو حر يؤمن بما يريد حتى لو اشترى له فار وعبده. Salim Wafi: لا استغرب ذلك فأمور الاسلام كلها مضحكة ومبكية فى ان. اما فكرتى فاقصد بها ان الاسلام يبدأ بنفى المصداقية عن كل الهة البشر ثم ينصب ربه كرب للعالمين. تم ياتى امر قتل كل من لايؤمن به. درجة درجة حتى تم تجريم وتكفير الانسانية كلها على يد قطاع الطرق. Salim Wafi: ليس حرا ان يؤمن بلى هو عايزه الاخ محمد لو كان الامر كذلك لعادت النازية والفاشية ولابادت الحشرات كما تسمى الملونين. محمد منير: طبيعى من يؤمن برب يرفض أى رب اخر.. حتى الالحاد الذى ارفضه موقف له منطق اما تقسيم العالم شراكة بين الهة متعددة فهذا ليس منطق.. ولهذا فالشهادة ب لا إله إلا الله لها منطقها المتسق مع من يؤمن بالله. Salim Wafi: لاحظ معى تركيب العبارة فنصفها الاول يبدا بالنفى. يعنى السلب والتخريب ولا ياتى نصفها التانى الا على انقاض ما تم هدمه. كان من الممكن ان يقدم الاسلام الله بفضائل ارقى وانفع ثم يرجحها على فضائل غيره من الارباب. لكن طبيعته الارهابية تخونه حتى فى صياغة قضاياه. فهو دين الارهاب فى جوهره. محمد منير: الاسلام امتداد طبيعى لفكر انسانى طبيعى اقدم من تاريخ نزول الاسلام فكر يتجه بطبيعته إلى التوحيد ولهذا فكلمة لا إله إلا الله ليست نفى وارهاب وانما هى نتيجة طبيعية لتطور فكر انسانى طبيعى المسار. Salim Wafi: انا أرى الاسلام كدين هو نتيجة اول عملية سرقة، سرقة التراث اليهودى وتزويره ليتلائم مع طبيعة الصحراء ومزاجها الدموي. الاسلام هى غنيمة مسروقة قبل ان يشرع الغنائم والسرقات. Salim Wafi: الفكر الانسانى عند الاغريق والهنود لا يبيح السرقات ولا يزور الفضائل. نعم اليهود شعب حاقد على الانسانية وقد ابتكر ربه لينتقم به لكنه وقع هو ذاته لما لم يكن فى حسبانه أى ان يسرق منه ربه ويقلب عليه. محمد منير: ها أنت وقد اعترفت بديانة ايضا تؤمن باله واحد، وهى اليهودية. Salim Wafi: لهذا فهو امتداد لا طبيعى لانحراف انسانى بداه اليهود. Salim Wafi: نعم اليهودية هى التى ابتكرت اله السماء لتنتقم به من مضطهدى اليهود Salim Wafi: لكن الاعراب سرقوه منهم وحولوه إلى رب حاقد على التاريخ والصيرورة والحياة ذاتها.. الم يقل وللاخرة خير من الاولى. الشاهد من هذا أن هناك تعمد لاختيار صورة مشوهة ومصطنعة لتدمير ليس فقط الدين الإسلامى إنما فكرة الإيمان بالله ذاتها.. ولكن من السذاجة أن أبرئ ساحة المسلمين والغافلين والجهال، فداخل معسكر المسلمين عوامل كثيرة تدفع إلى نفس المسار.. وأيضا هناك عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية تسبب فيها الظلم والاحتكار الذى فرض الفقر والجوع والمرض على غالبية المجتمعات الإسلامية فى مقابل ثراء نخبة من الحكام وأصحاب النفوذ، فأصبح هؤلاء المظلومون والفقراء هم الجيوش المستقبلية لفرق الدمار والذبح. أعود إلى ما قاله الرئيس السيسى.. مقولتك صحيحة ولكنها لا تكفى للقضاء على المؤامرة الداعشية العالمية.. الضمان هو القضاء على الفقر وتوفير عدالة اجتماعية، وهذا لن يتأتى إلا بمشروعات قومية