كنت أعرف أن المشير عبدالفتاح السيسى سيلبى نداء الشعب المصرى، وكنت متأكداً أنه سيتخذ قرار ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية. فنحن نعرف عنه أنه لن يخذل المصريين أبداً، ولن يدير ظهره للمعركة فى أدق وقت تعيشه مصر، وفى أصعب مرحلة يمر بها الوطن.
المشير السيسى لا يعتبر منصب رئيس الجمهورية نزهة أو تشريفة أو جاها أو غير ذلك من المرادفات.. فالرجل زاهد لا يهمه شىء سوى أن يقدم لمصر كرامتها وعودة هيبتها، وكم قدم الرجل.. فيكفى أنه حمل روحه على كفيه وهو يواجه الموت يوم خروج المصريين بعشرات الملايين فى ثورة 30 يونيو 2013. لم يكن ينظر إلى شىء إلا مصير شعب مصر، ولم يهمه إلا إرادة المواطن المصرى الذى لم يجد من يدافع عنه، غير المشير السيسى، وها هو يلبى مطالب الوطن والمواطن. احترم الشعب وإرادته ولم ينظر إلى شىء سوى مصير هذا الشعب.. المشير السيسى رجل المرحلة. وهو القادر على رسم استراتيجية لأخطر وقت تمر به مصر، والتحديات الداخلية والخارجية فى فترة تصاعد مستمر.. لأن السيسى حينما كان يلبى نداء الوطن فى الثلاثين من يونيو الماضى. لم يكن يتحدى سوى القوى العظمى - أمريكا وبعض أتباعها فى الاتحاد الأوروبى وتركيا وإسرائيل، كان المخطط الصهيونى بتقسيم مصر إلى دويلات صغيرة على أساس طائفى عرقى.. يسير على قدم وساق، وبدأ بتحويل سيناء إلى إمارة إسلامية - فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى.. خاصة أنه أمر بمنح عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأبناء حماس بغزة الجنسية المصرية فى مخالفة صريحة للقوانين، وذلك لتمكين المخطط الصهيونى.. إلى جانب التلويح بحذف حلايب وشلاتين من الخريطة المصرية.. تحدى السيسى من أجل الشعب المصرى - أمريكا وكل العواقب التى يمكن أن تحدث من وراء هذه الثورة، التى وصفت بأنها إحدى أهم ثورات العالم أجمع على مدى التاريخ.. ولكن السيسى تمسك فى مواجهة أمريكا والقوى الاستعمارية الحاقدة. تمسك بإيمانه بالله سبحانه وتعالى، ثم إيمانه بالشعب.. ثم إيمانه بالعمل.. يقينه هو أن العمل الجاد هو سبيلنا للخلاص من الأزمات التى تعوق انطلاقة الوطن نحو تحقيق أهدافنا. اليوم يتغير كل شىء والسيسى يرسم ملامح المرحلة القادمة.. هو لا يريد البهرجة الإعلامية والإعلانية فى حملته الانتخابية، ولا يريد الإنفاق المادى الكثيف ولا يريد سوى الاعتدال فى تقديم برنامجه.. الذى ينتظره المواطنون منذ شهور.. المصريون ينتظرون البرنامج الذى يترشح من خلاله المشير السيسى ويترقبون البرنامج الذى عليه سيقول المصريون كلمتهم.
وقد بدأ بالفعل من قبل تقديم برنامجه الانتخابى، الإعلان عن مشروع المليون وحدة سكنية للشباب لحل أزمتى السكن والبطالة. ومشروع المليون وحدة سكنية بدأ التخطيط له، ليكون انطلاقة العمل فيه خلال أسابيع. وهو يتسع لتشغيل مئات الآلاف من الشباب فى مختلف التخصصات. إلى جانب أنه يخدم أزمة الإسكان، التى طالت وتشعبت وأصبحت كارثة. السيسى يتكلم دائماً عن مشروعات واقعية ويتحدث بتلقائية، تلقائية المواطن المصرى البسيط، الذى يستمد شجاعته من نبض المواطنين وطموحاتهم.
اليوم وقد لبى المشير السيسى.. نداء الوطن.. يبقى على الشعب المصرى أن يقول كلمته.. هذه مسؤولية ومصير وطن.. على الشعب أن يعيد ترتيب أوراقه ويدرس بعمق إشارات التاريخ البعيد والقريب، ويعى ماذا يريد ويعرف من يختار ليقود المسيرة فى أصعب وقت تمر به مصر..