ليس جديدا أن تكون جماعة الإخوان إرهابية، لأن ميراثها التاريخى أكبر من أن يقال.. وقد اعتمدت على الاغتيال السياسى، كمبرر أساسى لكل ما تريد أن تصل إليه ولعل أسماء من اغتالتهم وأشهرهم الراحلون أنور السادات والنقراشى باشا.. وعلماء دين أفاضل راحوا ضحية فتاوى ضالة من أمراء الجماعة وأغلبهم من شباب ليست لديهم خبرة أو وعى ثقافى أو دينى أو تاريخى، وهذا هو الناتج أن نصل إلى ما نحن عليه.. جماعة قليلة تحاول تهديد المجتمع من أجل أوهام فى أدمغتهم ولا هدف لهم سوى هذه المتاهات والاستقواء بالغرب خاصة أمريكا.. هذا ما وصلنا إليه وما رفضه الشعب يوم الخروج العظيم فى ثورة 30 يونيو.. هذه جماعة ضالة رفضها المجتمع المصرى الوسطى الذى لا يقبل الانحياز والتعصب ولا يعرف إلا الدين الصحيح.. خاصة أن لدينا الأزهر الشريف منارة العلم والعلماء والذى صدر الوعى الإسلامى الحقيقى لكل بلاد العالم.
وعلى حسب كلمة إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى لقد صدر الأزهر العلم إلى البلد الذى نزل فيه القرآن الكريم. وهذا كله يؤكد أن مصر لا يمكن أن تكون هكذا مرتعا للإرهاب ومغامرات شباب لا يعرف الحكمة ويسعون إلى تدمير الجامعات فى محاولة منهم إلى تحقيق متاهات.. ويزعمون أنهم هم الصواب.. بعد أن تزعمت أكثر من دولة الدفاع الباطل عنهم.. قرار رئيس الوزراء الدكتور الببلاوى برغم أنه كان متأخرا إلا أنه جاء ليحسم أمورا كانت معلقة.. لقد صبرت الحكومة مثلما صبر الشعب أكثر مما يمكن للصبر أن يكون.. ولكن كارثة تفجير مديرية أمن الدقهلية بصورة خسيسة غير آدمية.. لا يمكن أن تكون إنسانية.. لقد أيقظ هذا الحدث الحقير كل تراث هذه الجماعة الحقيرة التى لا تدخر فى ذاكرة الشعب المصرى سوى الكراهية والعداء.. فهى تحاول خداعه والاستحواذ على مشاعره وإيهامه بأنهم هم الطريق الصحيح.. إلا أن الشعب المصرى الذى وصفه الدكتور جمال حمدان.. فى كتابه «شخصية مصر» بأنه شعب صابر يدخر فى تكوينه وفى جذوره وفى وعيه، هذا التحدى الشامخ الذى من خلاله يمكنه من أن ينتصر على كل الأزمات والمعوقات ولهذا فهو ينتصر دائما.. وأنا أقول إن هذا التحدى هو الذى واجه وانتصر فى يوم 30 يونيو معلنا حياة جديدة وروحا جديدة وثقافة شعب جديدة لم يعد يمكن لأحد أن يخدع الشعب المصرى.. وهذا ما حاولته أمريكا بأن فرضت الإخوان المسلمين على سدة الحكم فى مصر ورسموا ما فى خيالهم هم دون النظر إلى ماذا يريده الشعب المصرى وأوهموا الجميع أن هذا هو الامتداد الحقيقى لثورة 25 يناير وإذ بالشعب الذى قبل راضيا هذه التجربة الإخوانية لمدة عام.. قبله ربما يجد من ورائه شيئا يغفر له ما فعله خلال ثمانين عاما مضت.. وفشلت تجربتهم وصار أمام الشعب مجرد أكذوبة وخدعة وتخابر مع بلاد أجنبية، عرف الشعب طريقه.. حقا.. وعرف واعترف وتأكد أن الإخوان جماعة إرهابية.. هذه الكلمات تلخص تاريخا من المؤامرات والقتل بغير وجه حق والعنف بغير مبرر على مدى هذه السنوات الطويلة وبدلا من يحصدوا شعبية وحب الناس.. فهم يحصدون العداء ضدهم.. عاش الشعب المصرى طويلا ولولا سعة الصدر وصبر المصريين المعروف لكان الشعب قد تخلص منهم منذ سنوات.