عاوز أسألك سؤال: مين البطل بذمتك؟.. «صباحى» الذى أعلن الترشح، رغم المشاق التى سيواجهها فى ماراثون انتخابات الرئاسة، أم «أبوالفتوح» الذى انسحب بدعوى أنها مسرحية هزلية فى جمهورية الخوف؟.. لا أحتاج إلى إجابة متسرعة.. أحتاج إلى لحظة تعقل.. ينفع تقول إن صباحى كومبارس، بينما أبوالفتوح عنده حق؟.. ينفع تشتم صباحى بينما تدعى أن أبوالفتوح وجه لطمة للنظام؟!
الواضح أن أبوالفتوح بيشوف أفلام كتير.. الواضح أن السينما التى يشاهدها أمريكانى.. أبوالفتوح لم يترشح لأنه يعرف الفولة.. ترشح فى المرة الماضية لأنه تصور أن الإخوان سوف يدعمونه، فى مواجهة الجميع.. تصور أنه زمن الإخوان الذى ينتمى له.. تصور أن الحشود سوف تخرج من أجله.. فى هذه المرة لا حشود ولا عزوة.. الحجة أنها مسرحية وأنها جمهورية الخوف.. ريّحنا على أى حال!
الخطوة التى اتخذها صباحى تعنى أنه جسور.. تعنى أنه لا يهاب الانتخابات.. تعنى أنه يركن فى النهاية إلى الناس.. الأصل أن رجل السياسة يترشح.. أما الذين يريدون سرقة الوطن، فهم يحسبونها بطريقة أخرى.. مرشح سرى وآخر معلن.. بعدها تسقط عليه الأصوات من السماء.. لعبة قديمة وخايبة.. من هنا يصبح قرار ترشح صباحى محترماً.. لا ينبغى أن نجرّحه، ولا نهينه، ولا نقطّع هدومه أبداً!
أزعجنى أن البعض يهاجم صباحى.. يعتبرونه عبده مشتاق.. البعض يعتبره يلعب دور الكومبارس.. ينتظر النقوط ثم يخرج.. عيب.. ألف عيب.. صباحى الوحيد الذى يتسق مع نفسه.. انحاز للثورة وللشباب.. رأى أن 25 يناير ثورة، و30 يونيو ثورة.. رفض من يسمى 25 يناير مؤامرة، ومن يسمى 30 يونيو انقلاباً.. هذا هو صباحى.. لا يعنى هذا أن صباحى هو مرشحى للرئاسة هذه المرة.. بالعكس!
هناك فارق كبير بين تأييد قرار الترشح.. لأنه يثرى العملية الانتخابية.. وتأييد المرشح.. لأن الظروف تغيرت من 25 يناير إلى 30 يونيو.. كثيرون طالبونى بإعلان موقفى من الانتخابات الرئاسية.. للأسف لم نعد محايدين.. إما أبيض أو أسود.. يفترض فى الإعلام أن يكون محايداً.. الإعلاميون والصحفيون يضعون أصواتهم فى الصناديق.. القراء أكثر ديكتاتورية.. يريدونك أن تعلن موقفك، وإلا فهى الحرب!
الغريب هذه المرة أن أحزاب جبهة الإنقاذ ليست مع مرشحها.. جبهة تمرد انفجرت أيضاً.. كتبت من قبل أن نهاية تمرد ستكون بنهاية إقرار الدستور.. انفجرت بالأمس.. تكاد تصبح فى خبر كان، مثل حركة 6 إبريل.. كانت نهايتها بنهاية حكم الإخوان.. لا يعنى أن هناك من يفجّرها.. هى نفسها فجّرت نفسها باختياراتها.. لأنها لم تلعب سياسة.. لم تترك لأعضائها الحرية.. لم تكوّن حزباً سياسياً له مرشحه!
«صباحى» لا يلعب دور الكومبارس.. «أنقذ» الثورة.. الترشح لا يعنى الفوز.. الانتخابات تعنى الوجهين.. لا يعنى ترشح «صباحى» أنه يرفض «السيسى».. صنعنا ثورتين، ولم نفهم الديمقراطية.. أبوالفتوح تعلل بأنها مسرحية فانسحب.. قال إنها جمهورية الخوف.. يريد أن يفوز بقوة السلاح، كما فعل «العياط».. بعيد عن شنبك(!)