شىء عادى جداً أن يحدُث زلزال.. الطبيعة تتحرك هنا وهناك.. غير العادى بالمرة، أن تشمت واحدة قلبها أسود، فتقول: ولسّه!.. هوّ إنتو شفتوا حاجة؟.. يُعلّق غيرها: لسه فيه براكين وزلازل، وغضب من ربنا.. فكيف لو كان الزلزال بقوة 6 بمقياس ريختر؟.. أو كانت له آثار وخيمة، لا قدر الله؟.. هل رأيتم من يفرح فى مصائب وطنه؟.. هؤلاء هم ولاد الحرام.. غير مصريين.. هؤلاء هم الإخوان!
إلى هذا الحد بلغوا من الخسّة والدناءة؟.. إلى هذا الحد بلغوا من التشفّى، وهم يدّعون الصيام والقيام؟.. أى صيام يا ولاد الحرام؟.. أى صلاة وأنتم تقتلون الجنود، وتعبثون بالحدود، وتذرفون الدموع على ضحايا غزة؟.. نحن أيضاً نبكى على شهداء غزة.. لكننا نبكى بالأحرى على شهداء الوطن.. الدم واحد.. لا يمكن أن نبكى هنا ونشمت هناك؟.. أنتم تبكون هناك وتشمتون هنا.. أى دين تدّعون بذمتكم؟!
هل يُعقل أن يبتهل أى إنسان حتى يضرب الزلزال أى منطقة فى العالم؟.. هل يعقل أن يفرح إنسان فى زلزال يضرب وطنه ومواطنيه؟.. هل يحزن لأنه كان 4 درجات بمقياس ريختر؟.. هل يحزن لأنه لم يسفر عن ضحايا فى الأرواح والممتلكات؟.. هل يفسر وقوع الزلزال بأنه غضب من ربنا؟.. فكيف لو ضرب الزلزال بيته، وأهله وعشيرته؟.. هل يكون غضباً، أم اختباراً، يا شوية نصابين مأجورين؟!
لماذا تقيمون المناحات هناك؟.. لماذا تهنئون بعضكم بسقوط الشهداء فى الفرافرة؟.. لماذا؟.. لأنكم لستم من البشر.. أنتم من الحجر.. أنتم غير مصريين.. مصر أيضاً لا تعترف بكم.. سوف تلفظكم للأبد.. من يقتل المصريين ليس مصرياً.. من يحرق الوطن ليس مصرياً.. من يموّل حرق الوطن ليس مصرياً.. من يفرح فى مصائب الوطن ليس مصرياً.. إنه لقيط.. إنه ابن حرام، وليس ابن حلال!
الهزات الأرضية ليست غضباً عندما تريدون.. وليست اختباراً عندما تريدون.. أنتم لا توزعون صكوك الغفران.. تفسيراتكم خائبة.. لماذا لا ترون ما يحدث فى غزة غضباً ربانياً؟.. لماذا لا تفسّرونه بأنهم عضوا اليد التى كانت تغذيهم؟.. لماذا لا تقولون إن صواريخ تل أبيب حُمم سماوية، لتأديب من قتل شهداءنا ظلماً وعدواناً؟.. لماذا لا ترون ما جرى لكم غضباً إلهياً، لأنكم لم تصونوا النعمة؟!
بلاش بقى حكايات الغضب والرضا.. كفاية أكاذيب.. هل ربنا غضبان على المسلمين فقط؟.. هل ربنا راض عن الكفار فى كل مكان؟.. نحن متخلفون وفقراء ومتسولون.. وهم متقدمون وأغنياء وأثرياء العالم.. كيف تفسرون تخلفكم وجهلكم؟.. كيف تفسرون فقركم؟.. كيف ترون عودتكم مرة أخرى للسجون؟.. هو غضب بمنطقكم.. هو تأديب وتهذيب لأنكم كفرتم بنعمة الله، ورحتم تعيثون فى الأرض الفساد!
لا تفرحوا فى سقوط الشهداء.. كانوا يحرسون الوطن.. لا تفرحوا فى وقوع الزلازل.. فلم يشعر بها أحد، ولم تعقبها خسائر فى الأرواح والممتلكات.. سقوط الأبرياء لا يُسعد إلا المرضى.. وقوع الزلازل ليس غضباً من ربنا.. من يفرح فينا ليس مصرياً.. مش ابن حلال.. لم تنجبه مصر.. يا ولاد الحرام!