كل الطرق تؤدى إلى «السيسى».. حوادث التفجيرات اليومية تؤدى إليه.. مظاهرات الحرائر تكشف عن حاجتنا لرئيس قوى.. مناقشات الصالونات تنتهى إلى ضرورة ترشح السيسى.. الغاضبون يبحثون عن رئيس قوى.. الحالمون بوطن آمن أيضاً يرشحون «السيسى».. جربنا قيادات «مدنية».. خذلونا.. هذه هى الحقيقة المرة.. الآن هناك من يفتدى الوطن بروحه.. ولا يهرب عند المسؤولية! حضرت هذا الأسبوع صالونين.. الأول صالون شمس الإتربى.. كان فيه الوزير د. حسام عيسى، والسياسى الوطنى د. محمد أبوالغار، وفيه أيضاً رجل الأعمال سميح ساويرس، ووكيل نقابة الصحفيين جمال فهمى، وكوكبة من الإعلاميين والكتاب والباحثين والفنانين.. الاستفتاء كان محورياً.. تناولنا الفرق بين «حكمها مدنى» و«حكومتها مدنية».. هناك مخاوف لدى بعض الثوار!
استطاع «أبوالغار» أن يبدد هذه المخاوف، باعتباره عضواً فى لجنة الخمسين، ثم قدم «عيسى» شرحاً قانونياً اطمأن بعده الخائفون، بعدها امتد الحديث لترشح «السيسى»، فحكى قصة لها دلالتها.. قال إنه عندما ذهب إلى اليونسكو التقته بعض الوفود.. من ضمنها ممثلة لإحدى دول الربيع العربى.. هنأته على كلمته، ثم قالت له: يا بختكم بالـ«c.c».. يا ريت كان عندنا منه «c» واحدة فقط!
لا الوزير حسام عيسى فى حل كى يقول من هى؟.. ولا أنا أستطيع الآن الإعلان عن اسم الدولة الشقيقة.. أنا أعرفه بالطبع.. يهمنا المعنى من وراء ذلك.. السيسى لم يعد حلماً وطنياً مصرياً.. لكنه أصبح حلماً عربياً.. لا تتفذلك حضرتك أننا نصنع آلهة نعبدها.. مصر الآن فى خطر.. لا ينفع معه واحد مثل الهارب فلان، ولا الخايب علان.. الأقنعة سقطت.. «الرئيس الخرع» يخدم الإخوان أولاً! لست فى حاجة لإعلان موقفى من «السيسى».. هاجمنى الكثيرون على مقال «لا تُصدقوا السيسى» بأننى ظهرت على حقيقتى.. طلعونى خلايا نائمة.. ضحكت عاتباً.. ربما صُدمت فى كثير من أصدقائى.. طلعوا إخوان.. أنا لا يمكن أبداً.. أعترف بأن المقال خدع كثيرين.. أعلى نسبة تصويت حدثت حتى الآن.. بعض الخرفان شيّروه على صفحاتهم، وقالوا: «الله أكبر ولله الحمد».. لا يفهمون كالعادة!
أما الصالون الثانى، فهو فى ضيافة د.لوتس عبدالكريم.. هناك سفراء عرب وسيدات مجتمع وإعلاميات وكاتبات وكتّاب أيضاً.. عبّر الصالون عن موقف عربى موحد من ثورة مصر.. انصرف الصالون إلى المرشح الرئاسى مباشرة.. السيدات اخترن السيسى بالإجماع.. السفراء العرب معجبون.. السيسى تحول إلى ظاهرة.. أظن أن الاستفتاء سيكون مؤشراً على خروج تاريخى جديد! لا أبالغ أننا اختلفنا فى أمور كثيرة، واتفقنا على ترشح السيسى.. معناه أن مصر تبحث عن «المنقذ».. كان يتزعم هذا التيار فى الصالون الإعلاميات نادية صالح، وجيلان حمزة، وأفكار الخرادلى.. تلقيت منهن عتاباً رقيقاً على مقال «السيسى».. عتابهن فى محله.. الوقت لا يحتمل حتى اللعب بالألفاظ.. وهناك من يلعبون بالنار(!)