أخيراً ظهر الإرهابى عاصم عبدالماجد فى قطر.. ظهرت عليه آثار النعمة.. يأكل ويشرب، ويسكن الفنادق ذات النجوم السبع.. لا يعلم الصبية الذين يتظاهرون هنا أنهم عرائس.. لا عاصم عبدالماجد لديه قضية، ولا غيره ممن يقيمون فى قطر.. هؤلاء قطعوا شعرة معاوية مع الوطن.. قطر نفسها قطعت شعرة معاوية.. مصر لم تقطع هذه الشعرة.. وزير الخارجية مازال يقول: قطر غير تركيا!
الوزير نبيل فهمى ربما لم يكن يعرف أن قطر تؤوى الإرهابيين، حين أدلى بحواره لـ«المصرى اليوم».. هذا هو التفسير عندى لتصريحه.. قال إن الروابط بين مصر وتركيا، غيرها بين مصر وقطر.. تحدث عن رابطة الأخوة والدم.. تحدث عن الهوية العربية المشتركة.. حافظ على شعرة معاوية.. أعرف أنه قال أيضاً: للصبر حدود.. فما قولك بعد إيواء قطر للإرهابيين يا معالى الوزير؟!
لا قطر حافظت على شعرة معاوية، كما حافظت عليها مصر.. ولا الإخوان حافظوا على شعرة معاوية مع المصريين.. ماذا ننتظر؟.. الحكاية لم تعد موقفاً إعلامياً تمارسه قناة «الجزيرة».. الموقف سياسى بالدرجة الأولى.. الموقف هنا يتعلق بالسياسة الخارجية لإمارة قطر.. تحرّض العالم ضدنا، وتمول التنظيم الدولى، وتُؤوى الإرهابيين.. لا مجال للانتظار، على حكومة دويلة قطر أبداً!
لا يكفى أن يتحرك النائب العام هشام بركات وحده.. بالأمس أصدر قراراً بإبلاغ الإنتربول الدولى للقبض على عاصم عبدالماجد.. أظن أن قراراً موازياً ينبغى أن يصدر، بعد ظهور عاصم عبدالماجد فى فندق قطرى، ثم ظهوره بعدها عبر قناة «الجزيرة».. القرار ينبغى أن يصدر من الخارجية.. لا مانع أن يكون متدرجاً.. الخطوة الأولى سحب سفيرنا للتشاور.. الثانية طرد «سفير آل حمد»!
ربما كان هناك عذر لقطر، قبل ظهور عاصم عبدالماجد.. كانت هناك قرائن على خيانتها، لكن لم تكن هناك أدلة.. كان موقف إمارة آل حمد غير موقف أردوجان.. أردوجان يمارس علانية مواقف عدائية ضد مصر.. قطر لم تكن تفعل.. ربما كانت تمول.. ربما كانت تحرّض قناة «الجزيرة».. ربما كانت تدعم التنظيم الدولى.. لم نكن نصدق.. الآن قطعت جهيزة قول كل خطيب.. الجريمة علنية!
أفهم الآن أن دول مجلس التعاون الخليجى قد فشلت فى رد قطر لجادة الصواب.. لم تعد حكومة قطر تتورع عن الإعلان عن عدائها.. إيواء الإرهابيين كان معلوماً.. قطر تتصرف كجماعة سرية فى المنطقة.. إعلان وجود «عاصم» يعنى أن سفارة قطر مارست، باسم الحصانة الدبلوماسية، جرائم إرهابية فى مصر.. سفارة تعمل لحساب إمارة إرهابية.. قطعت شعرة كنا نحافظ عليها!
يفهم البعض «شعرة معاوية» خطأ.. قطر فهمت الرسالة خطأ.. الإخوان فهموها خطأ.. حزب النور الآن يفهمها خطأ.. لا مصر قطعت هذه الشعرة مع قطر.. ولا لجنة الخمسين قطعتها مع حزب النور.. مع أن قطر لا تختلف عن تركيا، ولا «النور» يختلف عن الإخوان.. اطردوا سفير قطر، أو اسحبوا سفيرنا على الأقل.. لا تحافظوا على روابط لا يفهمونها، ولا على «شعرة» قطعوها مع سبق الإصرار(!)