من هو «شعبان هدية» الملقب بـ«أبوعبيدة الليبى»؟ وما علاقته باختطاف الدبلوماسيين المصريين فى ليبيا؟ وهل هناك «صفقة خفية» بين الإدارة المصرية والخاطفين تم بموجبها الإفراج عن الدبلوماسيين المصريين مقابل إطلاق سراح «أبوعبيدة»؟.. أسئلة تطرح نفسها فى ظل حالة الضبابية التى خيمت على الموقف!.
فرغم نفى وزارة الخارجية المصرية حدوث مقايضة وعدم استجابتها لضغوط «غرفة ثوار ليبيا»، إلا أن السلطات الليبية أكدت أن الدبلوماسيين خطفوا ردًّا على القبض فى مصر على «شعبان هدية»، رئيس «غرفة عمليات ثوار ليبيا»، كما أن الخاطفين اتصلوا- من قبل- بقناة «العربية»، واشترطوا الإفراج عن «أبوعبيدة» لإطلاق سراح المختطفين، وفى اتصال آخر قال الخاطفون إنهم اتفقوا مع الحكومة المصرية «بنية صافية» وسلموا المختطفين..
فكيف نصدق عدم وجود صفقة بهذا الشأن؟!. بحسب شهادة الشيخ «نبيل نعيم»، مؤسس حركة الجهاد سابقًا، فإن «شعبان هدية» هو نائب «أبوأنس الليبى»، القيادى بتنظيم القاعدة، والذى كان متورطًا فى أحداث «كينيا» و«تنزانيا». «نعيم» أكد أيضا أن أنصار «أبوأنس» هم الذين اختطفوا الدبلوماسيين المصريين بليبيا.. وكلها شهادات تؤكد الارتباط الوثيق بين الواقعتين، لكن الحكومة تتعامل معنا بنفس التعتيم الذى مارسته عند الإفراج عن الجنود السبعة الذين اختطفوا فى سيناء، ثم تركهم الخاطفون «على الناصية».. بعد كل ما تردد عن تدخل شيوخ قبائل سيناء للتفاوض معهم!!. فليس من حقنا أن نعرف الحقيقة، ربما لأننا شعب غير ناضج، أو لأن الإعلان عن التفاوض مع الخاطفين يجعل الحكومة فى موقف ضعف، وبالتالى أقول: «كم من الجرائم ترتكب باسم حماية الأمن القومى!». السؤال المهم: إذا كانت الأجهزة المصرية تعلم بوجود قيادات تنظيم «القاعدة» بمصر وأماكن تواجدهم، فلماذا انتظرت حتى يعقد «أبوعبيدة» لقاءات سرية مع أنصار الجماعة الإرهابية، ثم انتهت إقامته لتقبض عليه؟.. لماذا لا يتم ترحيل هؤلاء الإرهابيين عن بلادنا؟.. هل تنتظر وزارة الداخلية أن تحترق مصر لتتحرك؟.
الواضح أن الأجهزة الأمنية لا تستثمر قاعدة المعلومات جيدا، ولا تتحرك إلا بعد الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية!. وإلا فلماذا صمتت على وجود «هدية» المنتمى لحركة سبق لها اختطاف رئيس الحكومة الليبية «على زيدان»؟ نحن نعيش غيبوبة مزمنة، فلا نراجع الإرهابيين الذين دخلوا البلاد فى عهد «مرسى» وأخذ بعضهم الجنسية المصرية، ولا نجليهم عن أراضينا.. وكأن المطلوب أن يعيش الشعب فى رعب وتهديد حتى يلتصق بجهاز الشرطة!. وأخشى أن يخطف الإرهاب منا الوطن، وترفع الجماهير شعار: (الشرطة والشعب «رهينة» واحدة)!!.