سيذكر التاريخ ساخرا بعد سنوات أن أحد أهم إنجازات جماعة الإخوان وشبابها أنهم أعادوا الشرطة إلى داخل الجامعات.
منذ صدور اللائحة الطلابية القمعية فى نهايات عهد أنور السادات عام 1979، ناضل الطلاب فى مختلف الجامعات، ومعهم القوى والأحزاب الوطنية المعارضة لإسقاط اللائحة، وإخراج الحرس الجامعى. وقبل شهور من ثورة 25 يناير 2011 أصدر القضاء الإدارى حكما تاريخيا بإلغاء الحرس الجامعى الذى كان يتحكم فى كل شىء.
من يومها لم يدخل جنود وزارة الداخلية حرم الجامعات حتى بدأوا يعودون فى الأيام الأخيرة.
منذ بدايات عهد السادات وحتى سقوط مبارك حارب الأمن وجود الأحزاب داخل الجامعات، لكنه غض الطرف عمليا عن التيارات الدينية، وترك لها الملعب خاليا، وكانت النتيجة ان الإسلاميين حولوا الجامعات إلى مخزن يغرفون منه أنصارا ونفوذا.
ومنذ سقوط حكم الإخوان فى 3 يوليو الماضى وحتى هذه اللحظة حول الإخوان الجامعات إلى ساحة للحرب والخراب والدمار.
هم خسروا الشارع سواء بفعل غضب الشعب منهم أو مطاردة وملاحقة قوات الأمن، بعدها اعتقدوا أن البديل هو الجامعات، هم يريدون أى مكان يقيمون فيه دولتهم الافتراضية، لكنهم لم يدركوا أنهم ما دخلوا مكانا الآن إلا وحولوه إلى خرابة.
أجهزة الأمن يبدو أنها أدركت هذه القاعدة فنصبت لهم المصيدة، وفى كل مرة يقعون فيها.
قبل مقتل أو استشهاد طالب الهندسة محمد رضا كان الإخوان يخسرون كل يوم المزيد من التعاطف الطلابى، لكن بعد هذا الحادث المأساوى ركبوا موجة الغضب النبيل وتوقفوا عن رفع شعاراتهم ولافتاتهم الخاصة، ونجحوا فى التسلل إلى المظاهرات الطلابية التى زادت قوة بفعل بعض سلوكيات الأمن المتهورة.
ما فعله طلاب الإخوان خصوصا فى جامعتى الأزهر والقاهرة جعلهم يخسرون الكثير.
يكفى ان يشاهد المواطنون طلاب وطالبات الاخوان بالأزهر وهم يحرقون كلية التجارة، أو يشاهدون طلاب الإخوان وهم يدمرون مكتب محمود كبيش عميد كلية حقوق القاهرة بهذه الطريقة الهمجية.
لنفترض أن هناك ثأرا بين طلاب الإخوان وأجهزة الأمن، فما هو ذنب بقية الطلاب الذين يريد الإخوان أن يحرموهم من الامتحانات ؟.
هل يعتقدون أنهم عندما يعطلون الامتحانات أو يحرقون هذه الكلية أو ذاك المعمل سيجبرون الدولة على إعادة محمد مرسى للحكم، وعقارب الساعة للوراء؟!.
ألا يدركون أن ما يحرقونه ويدمرونه من منشآت سوف يدفع المجتمع وهم شخصيا ثمنها وليس رجال الشرطة أو الجيش؟!.
قبل هذه العمليات الإجرامية كان كل الشعب ضد عودة الأمن للحرم الجامعى، الآن صار كثيرون يكادون «يبوسوا» أيدى رجال الشرطة لدخول الحرم الجامعى لوقف هذا الإرهاب، ووصل الأمر إلى مطالبة كبيش لوزير الداخلية بالاستقالة لأنه لم يستجب لدعوته بالتدخل الفورى ووقف حد للتدمير والتخريب.
النتيجة النهائية أن غالبية المصريين التى كانت تعارض عودة الشرطة إلى داخل الحرم الجامعى صارت تتمنى ذلك بسبب حماقة «بعض أنصار الاخوان». لو كنت من وزارة الداخلية لأرسلت خطاب شكر إلى جماعة الإخوان لأنهم تكفلوا باعادتها مرة أخرى إلى حرم الجامعات.
نتمنى أن تكون عودة الحرس مؤقتة ولحماية الطلاب والمنشآت والعملية التعليمية، وليس لتعيين هذا المعيد أو العميد، أو استبعاد هذا الطالب أو الأسرة من انتخابات اتحادات الطلاب.