فى الأسبوع الماضى سألت مسئولا عن مدى وجود صلة ما تجمع بين العمليات المسلحة ضد الدولة فى سيناء والأعمال الإرهابية التى وقعت فى القاهرة الكبرى، ففوجئت به لا يؤكد هذه الصلة فقط، بل ويرى تورطا إخوانيا فى الأمر.
سألت الرجل بهدوء هل تقصد بكلمة إخوانى أفراد من حماس أم من إخوان مصر؟. فرد الرجل بهدوء أكثر قائلا: الاثنين معا.. عدت لأسأله: هل ما تقوله مجرد تكهنات أم معلومات موثقة ؟ رد الرجل بأنها معلومات سيتم توثيقها قريبا.
إذا صحت هذه الاتهامات بوجود تورط إخوانى فى أى عمليات عنف من تلك الرائجة فى مصر الآن فالمؤكد أننا نقترب كل يوم من لحظة المواجهة الشاملة.
الإخوان كما هو معلوم ينفون كل لحظة أى صلة لهم بالعنف ويؤكدون أن «ثورتهم سلمية».
من وجهة نظر أجهزة الأمن فإن الإخوان متورطون فى العنف الجارى الآن ولو بحكم المصلحة وتطبيق نظرية «ابحث عن المستفيد»، وأن أدلة تورطهم ستظهر قريبا جدا.
الإخوان يقولون إنهم مسالمون وأنهم لم يحملوا السلاح ولن يحملوه، لكن خصومهم يقولون إنهم ماهرون فى التنكر، وأنهم هم المستفيد الوحيد الآن من الهجمات والاعتداءات الإرهابية ضد رجال الجيش والشرطة وضد المنشآت الحكومية فى سيناء وغيرها.
من الواضح أن المسلحين فى سيناء يخوضون معركتهم الأخيرة، ومن الواضح أنهم يحاولون تغيير قواعد المعادلة بنقل المعركة من سيناء إلى كل مصر، ورأينا أسلحة ثقيلة تستخدم فى سيناء ضد الدولة، ثم رأينا قبل أيام تطورا خطيرة بمحاولة استهداف سفن دولية فى قناة السويس وبعدها محاولة اغتيال وزير الداخلية وكل يوم نسمع عن قنابل تستهدف أقسام الشرطة أو بعض المنشآت والأماكن العامة.
عندما تسرب أجهزة الأمن أن حركة حماس تدرب إرهابيين فى قطاع غزة على تفجير وتفخيخ السيارات المستخدمة فى عمليات الإرهاب فى مصر، فالمؤكد أننا نقترب من اليوم الذى تعلن فيه أجهزة الأمن اتهام الإخوان رسميا بهذه العمليات.
إذا حدث ذلك فنحن ذاهبون إلى مرحلة جديدة فى عمليات المواجهة بين الدولة والإخوان.
طوال عهد عبدالناصر كانت المواجهة دامية، ثم شهدت أزهى وأفضل فتراتها فى عهد السادات باستثناء الأسابيع الأخيرة التى سبقت اغتياله، وطوال عهد مبارك كانت العلاقة ملتبسة والمواجهة محسوبة سياسية أكثر منها أمنية، حتى لو كانت تدار عن طريق الأمن، كانت هناك قواعد لعبة يلتزم بها الطرفان، خصوصا الإخوان.
الآن يبدو أننا نعود إلى قواعد اللعبة فى عهد عبدالناصر، جماعة تريد تحقيق أهدافها بكل الوسائل بما فيها العنف، ودولة مقتنعة أن المواجهة الشاملة هى السبيل الوحيد للتفاهم مع الإخوان.
بهذا المنطق يمكن القول للأسف: وداعا لأى حديث عن المبادرات السلمية والمصالحة والتوافق فى هذه الفترة وربما لفترة طويلة مقبلة.
سؤال افتراضى قد يراه البعض عبثيا: هل يخيب الإخوان ظنون كثيرين ويفاجئون المجتمع باعتذار واضح ثم يبدأون فى عملية مراجعة حقيقية تجنبهم وتجنب المجتمع تكلفة المواجهة الشاملة؟.
الرئيسية 
