هل سيختلف الأمر كثيرا إذا كان منفذو العمليات الإرهابية وآخرها محاولة تفجير مقر المخابرات الحربية فى الإسماعيلية ينتمون إلى جماعة الإخوان أم إلى السلفيين الجهاديين أو إلى تنظيم القاعدة أو إلى أى تنظيم إسلامى آخر لا نعرفه؟.
ما لا تدركه جماعة الإخوان أن الأمر سيان بالنسبة لغالبية المصريين خصوصا البسطاء منهم.
أى انفجار مهما كان ضئيلا وتافها ويشبه البمب وأى قنبلة لم تنفجر، أو هيكل قنبلة للتخويف صار المصريون أو معظمهم يتعاملون معه باعتبار ان الإخوان يقفون وراءه.
هؤلاء البسطاء لا يهتمون بجدل الفضائيات كثيرا ولا ببيانات جماعة الإخوان التى تنفى صلتها بأى أعمال عنف، هم لديهم يقين أن الجماعة تقف خلف كل ذلك، المصرى البسيط الذى يتسلم جثمان ابنه الشهيد الذى يسقط كل يوم فى سيناء أو على تخومها يعتقد ان الذى قتل ابنه هو من حرض على القتل وليس من ضغط على الزناد.
المواطن البسيط يعلم تمام العلم ان الجماعات المسلحة فى سيناء ظلت كامنة وخامدة طوال العام الذى حكم فيه مرسى باستثناء العملية الاجرامية وقتل الجنود فى معسكر رفح أثناء افطار رمضان فى أغسطس قبل الماضى، والذى أسفر عن إزاحة المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان.
هذا المواطن البسيط يعرف أيضا ان أولئك الذين كانوا يفجرون خط أنابيب الغاز بين مصر وكل من الأردن وإسرائيل قد توقفوا بعد فوز مرسى بالرئاسة، ثم عادوا للعمل بعد عزله.
المواطن البسيط يعرف ان الأسلحة الثقيلة لم تظهر فى سيناء إلا بعد خلع مرسى، حينما تم مهاجمة مطار العريش بقذائف الهاون والآر بى جى.
القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسى قال بوضوح فى حواره مع «المصرى اليوم» إن نائب مرشد جماعة الإخوان المهندس خيرت الشاطر هدده علنا بأنه إذا تم عزل مرسى فإن «قواعد الإسلاميين ستخرج من عقالها وتهاجم حتى المنشآت العسكرية».
مشكلة جماعة الإخوان الآن هى اعتقادها أنها يمكن أن تكسب مجانا من وراء هجمات الإرهابيين فى سيناء ومدن القناة، من دون أن تدفع الثمن السياسى لهذه الصلة.
هل هناك صلة مباشرة بين الإخوان وجماعات العنف فى سيناء؟.
أجهزة الأمن تؤكد ذلك، لكن لا أحد قدم حتى الآن أدلة تربط مباشرة بين الطرفين، الله يعلم بالنوايا، وجماعة الإخوان تنفى صلتها بأى أعمال عنف، لكنها تحلم بوضع مثالى تواصل فيه التظاهر اليومى بالميادين والشوارع، ويواصل فيه الإرهابيون والمسلحون استنزاف الدولة وأجهزة الأمن فى سيناء ومدن القناة وأى مدن أخرى يستطيعون العمل فيها. مع المراهنة على أن استمرار المظاهرات والعنف والشلل الاقتصادى الاجتماعى فى البلاد سوف يقود إلى انضمام المزيد من المواطنين «اللامنتمين» إلى صفوف الإخوان، وعند لحظة معينة، إما أن يتم تغيير الوضع الراهن كلية أو قبول الحكومة الحالية بصفقة ما مع الإخوان.
ما الذى سيحدث؟ هذا فى علم الغيب، لكن ما هو مؤكد أن الاستراتيجية التى تتبعها جماعة الإخوان تجعل المواطنين البسطاء لا يربطون بينها وبين ما يحدث فى سيناء فقط، بل وبين أى حادث فى أى مكان بالجمهورية حتى لو كان عفويا.
الجماعات الإسلامية فشلت فى كسر الدولة بالعنف فى التسعينيات وأغلب الظن أن هذا السلاح لن ينجح الآن إلا إذا حدثت معجزة.
ا
الرئيسية 
