فى نهاية الأربعينيات قتل تنظيم الإخوان قاضيا هو أحمد الخازندار ورئيس وزراء هو محمود فهمى النقراشى. وبسبب هذين الحادثين لايزال التنظيم يدفع الثمن السياسى والأخلاقى. فكم يا ترى من الوقت يحتاج الإخوان لكى ينسى الشعب ما يفعلونه الآن خصوصا داخل الجامعات؟!.
أسوأ ما يخشاه المرء أن تكون الضربة التى تعرض لها التنظيم فى الشهور الأخيرة قد أدت إلى عشوائية القرارات داخله.
لو أن كل أجهزة الأمن المصرية هى التى تفكر لجماعة الإخوان ــ وأرادت أن تسىء إليها وتضرها ــ ما نصحتها بأن تسلك الطريق الذى تسير فيه الآن.
سوف يدفع الإخوان وأنصارهم ثمنا سياسيا وأخلاقيا وقانونيا فادحا جراء ما يفعلونه الآن فى الجامعات خصوصا جامعة الأزهر.
لا أعرف هل يدرك أنصار الإخوان أنهم هم الذين يخسرون. فى معركة الجامعات، هل يدركون أن مشاهد الدم والحرائق والتكسير تفيد الشرطة أكثر مما تفيدهم؟!.
صباح السبت كنت أتابع قناة «سكاى نيوز عربية» وهى تنقل الأحداث الملتهبة من جامعة الأزهر. مراسل المحطة التقى ببعض طلاب كلية التجارة وهم يحكون أنهم ذهبوا لأداء امتحانات نصف العام لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأن طلاب الإخوان منعوهم ولا يعرفون ماذا يفعلون؟!.
فى هذا الصباح وطبقا لشهادات بعض الطلاب فإن بعض أنصار الإخوان حاولوا منع الطلاب من أداء الامتحانات قبل ان يتم القصاص لزملائهم المقتولين والإفراج عن الطلاب المحبوسين على ذمة قضايا، ومطالب أخرى متفرقة.
الإخوان صعدوا إلى مبنى الإدارة وحجرة العميد وقاموا بنزع أجهزة التكييف والكمبيوتر وألقوا بها من النوافذ ثم أشعلوا النيران فى المبنى.
للأسف لم اسمع أحدا من طلاب الإخوان لكى يؤكد أو ينفى هذه القصة، لكننى شهدت بعينى بعض الطلاب الغاضبين يفعلون الأمر نفسه من قبل داخل جامعة الأزهر وغيرها.
المتوقع والطبيعى أن وسائل الإعلام سوف تهتم وتركز على عنف طلاب الجماعة وتقوم بعرض هذه المشاهد لكى تظهرهم باعتبارهم إرهابيين.
والمنطق أن أى شخص سواء كان طالبا أو موظفا أو عاملا ويقوم بإلقاء مثل هذه الأجهزة من النوافذ ويشعل النار فى منشآت عامة ويحرم الطلاب من أداء الامتحانات هو إرهابى بامتياز.. وإلا قولوا لنا من هو الإرهابى.
لا تحتاج أجهزة الأمن وخصوم الإخوان وكارهيهم أكثر من هذه المشاهد لإبراز أن هذه الجماعة إرهابية.
ثم وهذا هو السؤال الأهم: هل تعتقد الجماعة وأنصارها أنها قادرة على إسقاط الحكومة والشرطة والجيش والدولة بحرمان الطلاب من الامتحانات؟!.
الجماعة وأنصارها لا يدركون أنهم بهذه الأفعال يعيدون الحرس الجامعى مرة أخرى، ويعطون الأمن ذريعة ذهبية لاتخاذ إجراءات أمنية قمعية ربما لم تكن موجودة حتى قبل 25 يناير 2011.
المواطن البسيط ناقم على الحكومة وأجهزة الأمن الآن لأنها لا تقوم باتخاذ إجراءات شديدة ضد الإخوان وطلابهم.
لسوء الحظ لا يدرك الإخوان أنهم يدمرون أنفسهم.. لكنهم وهم يفعلون ذلك يعطلون المجتمع ربما لعشرات السنين. ومن سوء حظ مصر أنها ابتليت بالإخوان وهم فى الحكم.. وهم كذلك فى المعارضة.