كيف سيكون رد فعل الإخوان إذا كان مرشدهم أو أحد كبار قادتهم، يتحدث فى ندوة أو لقاء داخل أو خارج مصر، ثم فجأة تبدأ مجموعة من الحاضرين فى الشوشرة على هذا الضيف وسبه ولعنه، والاعتداء اللفظى والبدنى عليه وإجباره على مغادرة المكان؟!.
أتمنى من أى إخوانى أن يجيب بضمير يقظ عن هذا السؤال. سأحترم أى إخوانى لو قال إنهم قرروا «التنكيد» بكل السبل على أى متعاطف مع ثورة 30 يونيو بكل الوسائل، وسأحترم هذا الإخوانى مادام واضحا ولم يلجأ الى الكذب والتضليل و«التقية».
من حق الإخوان حضور ندوة الكاتب العالمى علاء الأسوانى فى باريس أو فى أى مكان والاعتراض على أفكار الكاتب السياسية أو حتى الأدبية، من حقهم أن يرفعوا ما يشاءون من شعارات سواء كانت رابعة أو حتى عاشرة، من حقهم الاعتراض بالطرق الطبيعية مثل المناقشة بل والهتاف.
لكن الذى ليس من حق «عصابة الميلشيات الموالية للإخوان» سب الكاتب ومحاولة إفساد اللقاء وتكسير قاعة معهد العالم العربى فى باريس بهذه الصورة الهمجية كما جاء على لسان جاك لانج، وزير الثقافة الفرنسى السابق ورئيس المعهد.
وليس من حقهم تهديد الفنان نور الشريف بالسحل فى باريس أيضا ومنعه من إلقاء كلمة نيابة عن مبادرة «وجه مصر المشرق» فى افتتاح صالون الخريف فى العاصمة الفرنسية ما دفع منسق المبادرة الفنان التشكيلى المصرى عبدالرزاق عكاشة إلى إلقاء الكلمة نيابة عنه، مضيفا أن الحضور الإخوانى حاولوا الاعتداء على الشريف والوفد المصرى وعلى الممثلة الفرنسية مونيك برونى 93 عاما.
قبل مهاجمة الأسوانى والشريف هاجم طلاب إخوان مفتى مصر السابق على جمعة بجامعة القاهرة وسبوه بألفاظ لا تخرج من دهماء، وما بين الحدثين ذهب بعضهم إلى كوماسى وشمت فى هزيمة منتخب بلادهم، أمام غانا.
كثيرون باتوا يعتقدون أن الإخوان لا يؤمنون بفكرة الوطن من الأساس وأن كل ما يعنيهم هو «تمكين» تنظيمهم من الحكم حتى لو تم ذلك على أطلال الوطن.
لن أدخل فى النوايا لأعرف هل يؤمن الإخوان بالوطن أم لا.. لكن المؤشرات الأخيرة تعطى حججا قوية للمتطرفين فى التيار الليبرالى بأن الإخوان يتجهون شيئا فشيئا نحو الانفصال عن المجتمع مكتفين بالعيش فى مجتمع افتراضى تخيلى موازٍ للمجتمع الحقيقى.
مرة أخرى نعاود السؤال: «من يفكر للإخوان هذه الأيام؟»، فلو أن أى خصم للإخوان أراد أن يشوه صورتهم، فلن يجد أفضل من الأفكار الغريبة التى يلجأ اليها التنظيم هذه الأيام.
عندما يهلل البعض لهدف يدخل مرمى بلادهم فى غانا، فهم لا يدركون أنهم يضعون أنفسهم فى مواجهة حقيقية مع كل الشعب وليس مع الجيش أو الشرطة.
لو كان الإخوان يدركون أنهم يكسبون من وراء إفساد ندوة لعلاء الأسوانى أو نور الشريف أو على جمعة، فهم مخطئون. خصومهم يستغلون حماقاتهم المتكررة لتصوير الأمر باعتبارهم صاروا يعادون كل المجتمع.
ينسى الإخوان أن الاسوانى دافع عنهم كثيرا عندما كانوا فى أحضان «العسكر» وأنه كان العدو اللدود لدولة مبارك القمعية فى وقت كانوا هم يعقدون الصفقات معها.
أخطاء الإخوان بدائية ومتكررة، ويبدو أن خصومهم أدركوا ذلك، فأصبحوا ينصبون لهم نفس الفخاخ، والمأساة أنهم يقعون فيها كل مرة!!.