سؤال: ماذا لو كان الإعلان عن تعليق الدراسة فى بعض الكليات النظرية صحيحا؟!.
الإجابة ببساطة هى أن تنظيم الإخوان سيكون قد حقق هدفا مهما من أهدافه حتى لو كان مؤقتا وهو أن الحكومة الحالية عاجزة عن السيطرة على الأوضاع وان جزءا من الشارع مع هذا التنظيم.
لمن نسى نقول انه قبل استشهاد طالب هندسة القاهرة محمد رضا فإن منحنى تأييد طلبة الجامعات لتنظيم الإخوان كان قد شهد أدنى مستوياته ولم نكن نشاهد أكثر من بضع مئات من الطلبة فى مظاهرات الإخوان. فى اللحظة التى سال فيها دم رضا تغيرت المعادلة تماما ونسى كثيرون «أصل الخناقة» وصارت المعركة بين حكومة وشرطة من جهة وطلاب أبرياء من جهة أخرى، وفى مثل هذا النوع من المعارك تخسر الحكومة وأجهزتها فورا.
يصر الإخوان وأنصارهم وبعض المواطنين غير المسيسين على أن الشرطة هى من قتلت رضا وتقسم الشرطة بأغلظ الأيمان أنها لم تفعل لسبب بسيط هو ان قتل الطالب أضرها وأفاد الإخوان فقط وبالتالى هم من قتلوه.
لكن المشكلة وحتى ولو كان هذا الطرح صحيحا فإن الشرطة وأجهزة الحكومة هى من ينبغى عليها ان تقدم دليلا ملموسا على هذا الاتهام.
إذن نجح الإخوان فى استغلال دم الشهيد وحولوا المعركة لتصبح بين الطلاب والحكومة وصاروا هم يقومون بتغذية وتأجيج الصراع وصب الزيت عليه كل يوم، رهانا على انتقاله من الجامعة إلى بقية الشوارع والميادين.
هل نلوم الإخوان على ما فعلوه؟!.
بطبيعة الحال لا، لأنهم يخوضون معركة مصيرية مع كل المجتمع ويحلون لأنفسهم استخدام كل الأسلحة حتى لو كان من بينها ما هو محرم شرعا.
السؤال الثانى: هل أخطأ بعض الطلاب خصوصا المنتمين للإخوان حينما استخدموا العنف والبلطجة والتكسير والتخريب فى الجامعات وتحديدا فى جامعة الأزهر؟!.
بطبيعة الحال نعم، لكن الطريقة التى تواجههم بها الشرطة تجعلهم يكسبون أحيانا أرضا جديدة ومناصرين جددا.
فى كل صراع بين شرطة وطلاب فى أى مكان يكسب الطلاب وتخسر الحكومة، وهذه وصفة مجربة منذ عشرات السنين فى معظم بلدان العالم.
عندما يخرج الطالب من حرم كليته أو جامعته ويخالف القانون فعلى الشرطة ان تحاسبه بالقانون فورا، لكن مشهد دخول أجهزة الأمن إلى داخل الجامعة ولعبة القط والفار بينها وبين الطلاب تجعلها تخسر كثيرا، وهى لا تشعر بذلك.
الإخوان جروا الشرطة والحكومة وكل النظام إلى اللعب بطريقتهم فى الجامعة ونجحوا إلى حد كبير، حيث وقعت الشرطة فى الفخ المحكم أو المصيدة التى نصبت لها.
إذن ينبغى تفكيك المشهد حتى نستطيع فهمه وعلاجه بهدوء.
على الجميع أن يتضامن مع حق الطلاب فى التعبير عن أنفسهم بكل الطرق طالما كان ذلك سلميا وفى حدود القانون وداخل جامعتهم.
فى اللحظة التى يخرج فيها الطالب خارج جامعته ويكسر ويخرب يتحول إلى مواطن مشاغب أو بلطجى ينبغى تطبيق القانون عليه فورا.
أما الشرطة فعليها أن تتوقف عن دخول الجامعات وعلى إدارات هذه الجامعات الاستعانة بشركات أمن متخصصة ومحترفة ومدنية تحمى الطلاب والمنشآت فى الداخل وتتعامل بأقصى حالات الردع والحسم مع كل مخرب أو بلطجى وفى إطار القانون أيضا. الفرصة مازالت متاحة لإصلاح ما حدث واجتماع ليلة الاربعاء فى مقر مجلس الشورى يمثل ضوءا فى نهاية النفق