يغضب الاخوان وانصارهم عندما يتهمهم البعض بالارهاب ويصرخون قائلين: اين هى الادلة؟.
بل ويسارع بعضهم الى القول: «لقد اصدرنا بيانا شديد اللهجة يدين تفجير مديرية الامن بالدقهلية مثلما أصدرنا بيانات ادانة لكل العمليات المماثلة السابقة التى وقعت ضد الدولة».
بلغة القانون يصعب ــ حتى هذه اللحظة على الاقل ــ ربط الاخوان بحادث المنصورة الارهابى وحوادث اخرى مماثلة سابقة.
بلغة القانون المجردة يستطيع الاخوان الادعاء بأنه لا صلة تربطهم بالعمليات الاجرامية فى سيناء وباللغة نفسها يستطيعون الادعاء بأنهم ابرياء ايضا من الحوادث الكبرى فى الاسماعيلية وقتل سائق التاكسى فى المنصورة مؤخرا والاعتداء على الكاتب والناشط خالد داود وحرق سيارات للشرطة بصورة شبه اسبوعية.
مشكلة الاخوان البسيطة جدا انهم يتعاملون مع الامر وكأنهم متهمون فى قضية نشل او جنحة سرقة فرخة او غسيل الجيران وليس محاولة حرق وطن وانهاك شرطة وتقسيم جيش او تفكيكه.
نعم لو ان الامر يتعلق بخلاف على ملكية قطعة ارض فمن الطبيعى ان ننتظر حكم القانون ليكون فاصلا لكن فى السياسة فإن الامر يختلف تماما.
فى السياسة لا يكفى ان تكون متلبسا بالجرم لكى تتم ادانتك يكفى ان يتم ربطك بالقضية او الجريمة.
مثال ذلك ان ماكينة الاخوان الاعلامية لا تكف عن الدوران واتهام اركان الحكم الحالى بكل الاتهامات التى لا يملكون دليلا عليها.
هم مثلا يحملون الحكومة مسئولية اى فشل الآن، وانا اشاركهم فى هذا الامر بحكم مسئولية الحكومة السياسية، لكنهم كانوا يرفضون ان يحملوا مرسى المسئولية الكاملة للأخطاء بحجة انها تراكمات ثلاثين سنة او مؤامرة من الدولة العميقة. هم الآن يسخرون من الحكومة حينما تحملهم جزءًا من الفشل الراهن.
بلغة وحسابات السياسة فالاخوان مدانون فى كل العمليات الارهابية التى تمت منذ اخراجهم من الحكم وحتى جريمة المنصورة الاخيرة.
عندما تكون كل دعاية الاخوان وبضاعتهم الوحيدة ــ منذ عزل محمد مرسى واسقاط حكم جماعتهم ــ هو التحريض على الدولة بكل اجهزتها خصوصا الجيش والشرطة. وحينما تكون كل لافتاتهم تدعو الى ما يسمى بـ «كسر الانقلاب»، وعندما تكون كل مظاهراتهم لا تؤدى الا لتعطيل الطرق والمواصلات والاشتباك مع المواطنين، وعندما تكون كل صفحاتهم ومواقعهم الالكترونية لا تتوقف عن بث خطاب الكراهية والتحريض ضد الجميع.
وعندما يتم اللجوء الى الاسلحة القذرة والمحرمة عبر تأجيج الفتنة الطائفية. وعندما يكون الخطاب الرئيسى هو ان الاسلام والمسلمين فى معركة مع العلمانيين والنصارى والشيوعيين. عندما يحدث كل ذلك فأنت لا تحتاج لشىء آخر من اجل حرق الوطن.
تحتاج فقط الى مجنون او معتوه او مغرر به او شاب متحمس ليشعل عود الثقاب. وفى ظل وجود البنزين وعود الثقاب فلا يفيد كثيرا ان تصدر مليون بيان تدين فيه هذه العملية او تلك.
عندما يحدث كل ذلك لا تندهش او تتعجب اذا وقع اى حادث ارهابى وقام الشعب باتهامك بأنك تدعم وترعى الارهاب ان لم تكن مخترعه الاصلى.