محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من جماعة مرسى الى جماعة السيسى بقلم جمال سلطان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

من جماعة مرسى الى جماعة السيسى بقلم جمال سلطان Empty
مُساهمةموضوع: من جماعة مرسى الى جماعة السيسى بقلم جمال سلطان   من جماعة مرسى الى جماعة السيسى بقلم جمال سلطان Emptyالخميس أكتوبر 10, 2013 4:38 am

لا معنى للجدل المنتشر الآن حول ترشح السيسي للرئاسة من عدمه ، ولا اللغة المراوغة التي يتحدث بها الفريق عن فرضية ترشحه ، القضية لم تكن أبدا شخصية السيسي ، كما لم تكن المشكلة أبدا في شخصية محمد مرسي ، وإنما المشكلة في "الجماعة" التي ستحكم ، وكما كانت أزمة مصر مع "جماعة" مرسي وأن الدولة كانت تدار من خارج الأطر الدستورية ، وأن مكتب الإرشاد هو الذي يقرر مسار الدولة المصرية ، تأتي المشكلة هنا أيضا في "جماعة" السيسي ، فهي التي تحكم في الحقيقة ، وبعيدا عن الإطار الدستوري للدولة ، وقرار الدولة المصرية ستحدده "المؤسسة العسكرية" بأذرعها الاستخباراتية وينفذه رئيس مسؤول أمامها وأمام أجهزتها بشكل أساس ، قبل أن يكون مسؤولا أمام أي جهة دستورية حتى لو كانت منتخبة من الشعب المصري ، هذه هي الأزمة في جوهرها ، وهذا هو التحدي الذي يواجه مصر ومستقبلها ، لقد ثار الشعب المصري على "الجماعة" وليس على محمد مرسي كشخص ، ولكن المشكلة أننا نسلم الوطن الآن "للجماعة العسكرية" وليس للسيسي كشخص ، أي أن كل ما أنجزناه أو يفترض أن ننجزه هو إخراج الدولة من سيطرة "جماعة دينية" إلى سيطرة جماعة عسكرية ، وبلغة أخرى نحن أنقذنا الدولة من سيطرة فاشية دينية لكي نهديها غنيمة لفاشية عسكرية ، وهذا ما ينبغي أن تتضافر كل القوى الوطنية من أجل منعه ، حماية للوطن بكل مكوناته ، وحماية للمؤسسة العسكرية ذاتها ، لأن دخولها في معترك الصراع السياسي سيلطخ سمعتها بالعار ، بل ويلطخها بعار الدم ، وإذا كان الدم المراق الآن "ديني" فهناك دم آخر سيراق بعد ذلك حتما إذا تحدى مسار الهيمنة للجماعة الجديدة ، وهو ما سيحول المؤسسة العسكرية إلى كيان معادي للشعب أو لملايين من هذا الشعب على الأقل ، فتخرج من الإجماع الوطني عليها إلى الانقسام الوطني حولها . شخصية الفريق السيسي تحمل صفات جيدة بدون شك ، ويتمتع بذكاء ودهاء أسطوري ، أتاح له أن يطيح بأكبر عقبتين في طريقه إلى السلطة بضربة واحدة ، فقد استوعب ـ بحاسة استخباراتية ماهرة ـ أن الإخوان المسلمين وحلفائهم هم أقوى أجنحة ثورة يناير ، كما أدرك أن "الشيوخ" القائمين على شؤون المؤسسة العسكرية ليسوا مؤهلين لاستيعاب التحدي الجديد والتعامل معه ، فكان أن دخل في تلافيف الحالة الإسلامية واستوعبها تماما وسجدها بذكاء مدهش ، لدرجة أني سمعت من مستشاري مرسي وشخصيات إسلامية رفيعة ثناءا "دينيا" على السيسي جعلته في مصاف الصحابة ، وهو ما يعني أنه أسر قلوبهم وأقنعهم بأنه الفرصة التاريخية لدعم مشروعهم الديني ، في الوقت الذي كان يخطط فيه الرجل لأخذ هذا الجناح بعيدا عن السياق الوطني ويفصله عن الحالة الثورية ، لكي يسهل تدميره أو الإطاحة به ، وقد وصل ذكاؤه إلى حد أن بعض خصوم الإخوان كانوا يتصورنه عضوا سريا في الجماعة ، بل نجح في استيعاب تفاصيل الخلاف داخل الحالة الإسلامية ، فأخذ الحالة السلفية بعيدا عن الإخوان لكي يسهل التعامل بصورة أكبر ، وقد ساعده الإخوان كثيرا ـ مع الأسف ـ في هذا التخطيط المذهل ، والشق الآخر الذي نجح فيه الفريق السيسي هو تنحية المجلس العسكري بقيادته العتيقة "طنطاوي ـ عنان" ، بضربة جعلها تأتي من الإخوان وليس منه هو ، لكي يقفز بسرعة البرق إلى قيادة المؤسسة العسكرية بكاملها رغم أن ترتيبه فيها لم يكن يؤشر إلى هذا التحول المذهل ، إذن ، فهو شخصية وافرة الذكاء والخطورة ويعرف كيف يستوعب خصومه أو العقبات التي تعترض طموحه ، ويعرف كيف يفتت القوى السياسية الثورية ، وكيف يضرب بعضها ببعض ، وكيف يضع أولويات المواجهة ، ومن الذي يبدأ به ومن الذي يؤخر عملية سحقه أو تطويعه ، إنه يملك رؤية واضحة ودقيقة لألويات الصدام وخطواته الحساسة ، وإن كان تعثر جهوده في سحق الإخوان وحلفائهم يعطله عن فتح الجبهة التالية . إذن ليست المشكلة في السيسي كشخص ، كما أن مصر ليست أزمتها في حاجتها إلى شخصية قوية بقدر ما هي بحاجة إلى مؤسسات دستورية قوية ، وبنية سياسية قوية ، ودولة عصرية تقوم على دستور يدعم الحريات واستقلال القضاء وملحقاته ويحمي التعددية السياسية ويحترم مرجعية الشعب صاحب القرار ، عظمة الدول الآن تقاس بمؤسساتها السياسية والاقتصادية وفعالية مجتمعها المدني أكثر كثيرا من أن تقاس بشخصية الحاكم الفرد ، كما أن الدول التي ترهن مقدراتها ومصيرها ونصرها ونهضتها بشخص هي أكثر تعرضا للانهيار والخطر والفساد العريض ، ومن ثم نحن بحاجة إلى انتفاضة حقيقية جديدة تعيد تصحيح مسار الوطن الآن ومسار الثورة ، وكما تخطط "جماعة السيسي" كيف تحكم قبضتها على الدولة وأجهزتها وتتحكم في مسارات الثورة ومآلاتها ، أعتقد أنه من خيانة الوطن والأمانة والثورة أن تتخلف القوى الثورية والوطنية عن التداعي للتخطيط الجاد للطريقة التي نحمي بها الوطن والثورة من سيطرة أي جماعة عسكرية أو دينية على مقدراته ، ولا ينبغي أن تستغرقنا فزاعة الإخوان التي انتهت عن إنجاز هذه الرؤية بحسم ، والدفاع عنها بكل ما أوتينا من قوة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
من جماعة مرسى الى جماعة السيسى بقلم جمال سلطان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حكم حل جماعة الاخوان المسلمين بقلم جمال سلطان
» صمت الفريق السيسى على هذا خطير بقلم جمال سلطان
» ابعد من السيسى والاخوان والعسكر بقلم جمال سلطان
» من مواطن مصرى الى الفريق عبد الفتاح السيسى بقلم جمال سلطان
» الأخطاء العشره الكبرى للفريق السيسى بقلم جمال سلطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات كبار الكتاب(دينيه عسكريه رياضيه)-
انتقل الى: