القبض على علياء عواض، مصورة «رصد» المتورطة فى إعداد وتصوير فيديو «كتائب حلوان»، يعيدنا إلى ملف «نساء الإخوان» أو «الإرهابيات»، وهو ملف نتغاضى عن الخوض فيه لاعتبارات عديدة، يختلط فيها العرف الاجتماعى الذى يوقر المرأة، ويبتعد بها عن بؤر الصراع، بالشائع فى أدبيات الإخوان والجماعات الإسلامية من عزوف عن الزج بالأخوات والزهور «النساء والأطفال» فى أتون العملية السياسية، خاصة فى أوقات التوتر. لسنوات عديدة ظلت النخب السياسية تتعامل مع ملف «الإرهابيات» باعتباره منطقة عمياء لا جدوى منه، وتصدق أن الأخوات لا يتورطن فى أعمال عنف، أو حمل سلاح، أو تقديم الدعم اللوجستى للإرهابيين، وظلت الشرطة والأجهزة الأمنية مشغولة باصطياد رؤوس الجماعات دون الالتفات إلى إمكانية أن ترتكب نساؤهن أعمالاً عنيفة. ربما التفت بعضنا إلى خطورة سيدات الإرهاب بعد ما حدث فى رابعة من تحريض أم أيمن، وهدى غنية وغيرهما من نساء الإخوان ضد الجيش والشرطة علانية من المنصة الرئيسية فى عدد من الفضائيات، وكذا وقائع مسجد الفتح، وحملهن السلاح داخل المسجد، وإطلاق بعضهن النار على الشرطة. علياء عواض قالت فى محضر التحقيق إن قيادات إخوانية طمأنتها ووعدتها بإسباغ الحماية عليها، ونشرت صورًا لها بجوار عدد من هذه القيادات، بل اعترفت على «فيس بوك» بأنها شاركت فى صناعة فيديو «كتائب حلوان» قبل القبض عليها.. ليس هذا فقط، بل أعلنت الجماعة الإرهابية فى بيان لها اعتمادها خلال الفترة المقبلة على النساء، مما يعنى مزيدًا من التحريض والمناورة والتكتيكات الجديدة لتهريب السلاح، ومهاجمة أفراد الجيش والشرطة. علينا إذن أن نحترز ونترقب ممارسات سيدات الإرهاب خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد الضربات الاستباقية التى استهدفت قيادات الإخوان وحلفاءها فى المحافظات، وباستثناء سيناء ستكون القاهرة والمحافظات ميدانًا رحبًا لمناورات سيدات الإرهاب المكلفات بعمليات نوعية لتفادى التشديدات الأمنية، وتحقيق حلم الجماعة فى تحويل البلاد إلى ميدان كبير لحرب أهلية على طريقة سوريا.