لا خلاف على أن العدو الإسرائيلى ورم خبيث فى قلب الأمة العربية، يقوم أساسا على تدمير البلاد العربية المحيطة به وعلى السعى للهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط كله باعتباره وكيلا للبيت الأبيض.
ولا خلاف على أن الدولة العبرية منذ نشأتها وهى ترتكب الجرائم فى حق الشعب الفلسطينى وفى حق العرب، وبنت استراتيجيتها، فى الوجود على الردع بالرعب، أى بارتكاب المذابح الوحشية ضد الفلسطينيين والعرب للحصول على أراضيهم وثرواتهم، وتراهن فى ذلك على الغطاء الأمريكى أمام المؤسسات الدولية وأمام العالم أجمع!
عدو بمثل هذه الصلابة والوحشية والإمكانات العسكرية، عندما نخطط لحربه لابد أولا أن نكون مستعدين لطبيعة المعركة وأن نديرها وفق إمكاناتنا، مع الأخذ فى الاعتبار نسبة الخسائر البشرية والمادية فى جانبنا، لكن ما حدث فى معركة غزة الأخيرة بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلى فاق الخيال والتوقعات فيما يتعلق بقرار الحرب نفسه وإدارتها وتوظيفها!
قرار الحرب الحمساوى مع إسرائيلى، كان متسرعا مرتبكا عشوائيا لا هدفا واضحا من ورائه إلا الهروب للأمام وإعادة الحركة المنهارة إلى الواجهة مرة أخرى كما يفعل نورى المالكى تماما فى العراق.
أما إدارتها، فقد فشلت الحركة تماما فى جر إسرائيل إلى مستنقع من المواجهات الفردية، على طريقة حرب العصابات لتحقيق أكبر قدر من الخسائر فى صفوف جيش الاحتلال فى أسرع وقت ممكن، ثم الجلوس للتفاوض بروح المنتصر.
الرائحة العفنة فى هذه الحرب، تفوح من تحركات أباطرة حماس للمتاجرة بدماء الشهداء، لمن يدفع أكثر، تركيا وقطر، ووصل الأمر إلى شن حملات إعلامية منظمة لتحميل القاهرة نتائج هذه الحرب التجارية العشوائية القذرة.
وصل الأمر إلى مستوى الدعارة السياسية، حماس ترفض إجلاء الجرحى بعربات الإسعاف لإحراج القيادة المصرية، السلطة الفلسطينية تعلن الموافقة على المبادرة المصرية وتقترح تعديلات وحماس ترفض بإملاءات تركية وقطرية.. عروض استربتيز من تركيا والدوحة للمزايدة على الموقف المصرى وعروض وهمية لنجدة المصابين وتقديم مساعدات ضخمة على طريقة الفنكوش، كتيبة من الكتاب المأجورين يبدءون العزف الجماعى على أن مصر لم تقدم شيئا للقضية الفلسطينية وأن قطاع غزة هو الذى يحمى مصر!
هل من الضرورى أن تشكل جامعة الدول العربية قوة بوليسية لمكافحة الدعارة السياسية فى المنطقة العربية؟
اللهم ألهمنا الصبر!