صدق الدكتور على جمعة، وكذب الإخوان والتابعون. نعم مدح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ (فى آخر أيامه) الرسول- صلى الله عليه، وسلم- فى مقطع إذاعى نادر على لحن أغنية «قولولو.. قولولو».
لم يخطئ الدكتور على جمعة هذه المرة، ولكن الغرض مرض، والإخوان مرضى بالدكتور جمعة، يمسكون فى ذيل جلبابه عقورين، كلما هشهم ازدادوا شراسة، يتحرشون بعمامته، ويتلمظون لكلماته، ويكمنون على الفيس وتويتر لهناته. للأسف تتساقط من الدكتور جمعة هنات، خليق أن يتوخى الحذر منها، ويخاطب الناس على قدر عقولهم.
الدكتور جمعة عليه أن يشكر «يوتيوب» لما قدمه من خدمة جليلة فى حسم معركة «أبوعيون جريئة»، احتفظ «يوتيوب» بالمقطع النادر للعندليب الأسمر مادحًا بصوته الرسول الكريم- صلى الله عليه، وسلم- ليرد عن الدكتور جمعة غائلة الإخوان، وتخرص المرجفين، وبذاءات الفيسبوكيين، وتتويت المتوترين- نسبة إلى تويتر.
يوتيوب يوفر على الرابط [وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] المقطع الإذاعى النادر الشجى الذى قصده جمعة دون أن يقصد أنه يقصد، جمعة قال نصا: «عبدالحليم حافظ كان مؤمنا، وكان يحب النبى أوى، وأغنية أبوعيون جريئة عملها لمدح النبى». الفيديو مدته 60 ثانية، وفيه يقول العندليب لمحاورته: «يعنى مثلا أغنية قولولو، أنا رحت مولد شعبى قريب، عاملين عليها كلام مديح وبيغنوه»، وطفق يغنى بصوته العذب مع نقر خفيف على منضدة أو ما شابه مسموع كلحن، ولا أروع مديحًا:
روحولو.. روحولو.. روحولو.. روحولو المدينة..
روحولو.. وشاهدوا.. وباركوا.. وعاهدوا..
روحولو.. وباركوا.. وعاهدوا.. وعاهدوا نبينا.. محمد نبينا.. روحولو المدينة.
لولا «يوتيوب» لسقط جمعة من حالق، وعليه أن يحذر السقوط فى وحل الإخوان، وليتحسب جيدا، هناك من يترصده، ويعد عليه أنفاسه، ويربط عليه حروفه، الإخوان «لابدين» لجمعة فى الدرة، ليس لتشويه صورته، كما يعتقد ويتحسب، ولكن لاغتياله. جمعة على قائمة المطلوبين. أليس جمعة مفتى 30 يونيه؟.. أليس هو من قامت قيامته على مرسى وأعوانه؟.. أليس هو من طفق يحشد ويعبئ الخلق فى مواجهة الإخوان؟.. جمعة ثانى اثنين على القائمة الحمراء، باعتبار الدكتور أحمد كريمة رأسها، ونال هو الآخر من الإخوان أذى مريرًا، وتهديدًا خطيرًا بإحراقه حيًا، بعد أن أحرقوا سيارته وفيها مصحفه.
الحرص واجب يا جمعة، وليس كل مرة تسلم الجرة، و«يوتيوب» لن يخدمك كل مرة، اخدم نفسك بنفسك، وأمسك عليك لسانك، فى زمن الاصطياد لا تقدم نفسك طريدة، ولا تفتِ فى أغانى العندليب مجددا، راجع كلام عبدالحليم عن الأغنية أولا ومناسبتها قبل أن تفتى!
يقيناً الإخوان محبطون مرتين: كذبوا، وجمعة من الصادقين، والعندليب لم يمدح إمامهم حسن البنا، مدح سيد الخلق أجمعين الصادق الأمين.