ليس دفاعا عن أحمد فتحى ولكن دفاعا عن معنى الاحتراف الرياضى، وخاصة فى مجال كرة القدم الذى يبيح وفقا للوائح «الفيفا» لأى لاعب الانتقال إلى أى ناد آخر بنهاية عقده مع ناديه القديم، بعيدا عن اللعب على حبال العواطف والعبارات السخفية مثل «ابن النادى» والجرى وراء المزيد من الأموال والكلام الفاضى الذى انتشر على أرض المحروسة منذ سنوات طويلة، مع أن اللاعب مثل الموظف من حقه تغيير جهة عمله حفاظا على مستقبله ولزيادة مرتبه، وهو ما ينطبق على أحمد فتحى الذى سعى إلى تأمين مستقبله وخاصة بعد وصوله إلى سن الثلاثين وأمامه كحد أقصى ثلاث أو أربع سنوات قبل الاعتزال، إلا أن توقيعه لنادى أم صلال قد أدى إلى حملة شعواء وهجوم ليس له مبرر من جانب كل وسائل الإعلام التى اتهمته بالخيانة ليس للأهلى فقط وإنما لمصر أيضا، وهو خلط واضح بين الرياضة والسياسة، وذهب البعض الآخر إلى وصفه بالإخوانى، كما نشر البعض على غير الحقيقة أن عقده مع ناديه الجديد مشروط بحصوله على الجنسية القطرية، أما أولتراس الأحمر فقد وصفه بأنه خان الأمانة وباع العهد، كل ما سبق لحرق وتشويه مسيرة لاعب حقق خلالها العديد من البطولات سواء مع ناديه الأهلى، 7 دورى وخمس بطولات لدورى الأبطال، ومثلها لكأس السوبر الأفريقى، مع خمس مشاركات فى كأس العالم للأندية، بالإضافة إلى إنجاز الفوز بكأس الأمم الأفريقية مع المنتخب الوطنى ثلاث مرات متتالية، كل هذه البطولات لم تشفع له وبدلا من تكريمه من قبل الأهلى وجماهيره العريضة أصبح الهجوم عليه مباحا من الجميع، ومن المعروف أن أى ناد فى العالم يبغى فى المقام الأول الحفاظ على سمعته وبطولاته وجماهيريته حتى لو كانت على حساب الاستغناء عن النجوم أو بيعهم لزيادة موارده، وكررها الأهلى والزمالك مرارا فلماذا ننكر حقوق اللاعبين ونتمسك بحقوق الأندية؟
وفى نفس الوقت أعتب على فتحى لمماطلته فى التجديد للأهلى وعدم رده على اتصالات مسؤوليه الهاتفية وتوقيعه لاتحاد جدة قبل توقيعه لأم صلال، مما قد يؤدى إلى إيقافه من قبل الاتحاد الدولى.
كل هذه العواصف والأعاصير وردود الأفعال العنيفة التى واكبت انتقال فتحى إلى قطر لا يوجد مثلها فى العالم المتحضر، وخاصة بين قطبى الكرة الإسبانية فهناك العديد من النجوم اللامعة لعبت بألوان الناديين وأشهرهم الحارس زامورا وساحر الكرة العالمية دى ستيفانو والبرازيلى رونالدو.