حالة من الصدمة عاشها المصريون وهم يرون القنوات الإسرائيلية تذيع مشاهد لإعلاميين مصريين يؤيدون فيها إسرائيل وقتلها للفلسطينين ويهاجمون المقاومة ويكيلون الشتائم للشعب الفلسطينى بأكمله، إذا شاهدت ما قاله هؤلاء الموتورون لن تصدق أن هذه قنوات مصرية بل وصل الأمر للتليفزيون الرسمى المصرى الذي قالت إحدى مذيعاته (ما يتقتلوا إحنا مالنا) وهى تشير لأهل غزة قى سياق الحديث عن المبادرة المصرية للتهدئة.
حالة من الهستيريا التي ترتدى زورا ثوب الوطنية وترفع شعاراتها بينما هي بحمقها ونزقها تُقّزم مصر وتنهى دورها وتكسر مكانتها في قلوب أهل فلسطين وقلوب العرب الذين يقولون إن مصر هي الشقيقة الكبرى ثم يأتى هؤلاء المتحامقون الفاشلون مهنيا والساقطون فكريا ليسيئوا لمصر شعبا ونظاما.
دشن عدد من الشباب هاشتاج على موقع التويتر بعنوان (كلمة_للإعلام_المصري ) ظل متصدرا للمركز الأول على موقع تويتر لعدة أيام وحتى كتابة هذه السطور، احتوى الهاشتاج على رسائل غضب وسخط مما وصل إليه حال الإعلام في مصر من تردٍ وسقوط ولم تقف المشاركات على المصريين بل ظهرت مشاركات عربية من دول مختلفة كلها تشارك المصريين نفس الغضب، وبعضها يدين ما يحدث من بعض الإعلاميين المصريين الذين تورطوا في سب وإهانة شعوب عربية أخرى وسط حالة الهستيريا التي أصبحت تسيطر طول الوقت على المشهد الإعلامى في مصر.
صناع القرار السياسى في مصر سيصيبهم نتاج ما يفعله هؤلاء واستمرار هذه الفوضى والانحطاط الذي يجعل أحدهم يرفع حذاءه في وجه المشاهدين ويهدد بضرب كل من يرفض العدوان الإسرائيلى على غزة مع تورط إحداهن في سب شعب عربى شقيق واتهامه بالعهر، كل هذا يفتح الباب للسؤال من الذي يقف خلف هؤلاء؟ ومن الذي يحميهم؟ وكيف يُتركون بسذاجتهم ونزقهم وجهلهم ليسيئون إلى المصريين ويورطون الدولة المصرية والنظام الحاكم بمثل هذه الممارسات البلهاء.
إذا كان أصحاب رؤوس الأموال التي تنفق على هؤلاء وتتيح لهم هذه المساحات قد تجاهلوا فكرة المهنية والموضوعية ولم يعد يعنيهم كل ما يحدث فأين الدولة التي صار هؤلاء بحمقهم وتجاوزهم يشكلون خطرا على أمنها القومى وهم يثيرون الشقاق بين شعبها، ويخلقون العدوات مع الشعوب الأخرى.
في أي دولة تحترم القانون هذه العينة البائسة من المحسوبين على الإعلاميين زورا لن يكون مكانهم شاشات الفضائيات بل أقبية السجون التي سيدخلونها بعد تطبيق القانون عليهم، بتهم التحريض على القتل والتمييز والازدراء، وبث الكراهية، وتأليب الشعوب على بعضها وتهديد الأمن القومى للبلاد.
إن من أدمنوا إتهام الناس بالخيانة والحديث عن مؤامرات هم الذين يقفون اليوم بكامل إرادتهم في مربع الخيانة الحقيقية وهم يقولون إن إسرائيل ليست العدو ويباركون قتلها لشعبنا في فلسطين، إن التاريخ يوثق ما يقوله هؤلاء ليبقى عارا يلاحقهم في حياتهم وبعد مماتهم.
يوما ما سنقيم دولة القانون التي تنتصر للقيم والعدل والإنسانية، وسينزل هؤلاء عن أماكنهم ليدفعوا ثمن إجرامهم في حق المصريين، وإذا كان بعضهم يرى ترك هؤلاء لهوى ما، فالسحر سينقلب على الساحر وسيقول الناس لهؤلاء (لا عاصم اليوم من أمر الله)، ستدور الأيام وتتبدل المواقع ولن يفلت أحد بجرمه وما أعظم جرم من يزيف الوعى ويغيب الحقائق ويزرع الكراهية!