شعرت بارتياح شديد وأنا أرى وزير خارجية «مصر» «سامح شكرى» فى عاصمة الرشيد «بغداد» فى زيارة عمل عاجلة بتكليفٍ من الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وكان مصدر ارتياحى أنا وغيرى، هو أن «مصر» تستعيد دورها الإقليمى وتخرج إلى عالمها العربى لتمارس دورها التاريخى فى المنطقة بدلاً من أن تكون (كالفيل المحبوس فى حجرة) على حد تعبير الصديق «د. مصطفى إسماعيل» وزير خارجية «السودان» الأسبق، ووزير الاستثمار الحالى، «فمصر» دولة مركزية محورية لا تعيش فى عزلة، ولا تتصرف بعيدًا عما يدور حولها، بل إن قيمتها الحقيقية تأتى دائمًا من الاشتباك السياسى والدبلوماسى مع دول المنطقة، فقد استطاعت بالقوى الناعمة فيها أن تكون القائدة والرائدة فى كل الظروف، لذلك يكون طبيعيًا أن يتعامل معها الجميع من هذا المنطلق وأن يلوذ بها كل من له مشكلة أو يمر بأزمة أو يتعرض لكارثة، فعندما تعتدى «إسرائيل» وتشن عدوانًا دمويًا غير مسبوق على الشعب الفلسطينى فى «غزة» فالأنظار تتجه إلى «مصر».
وعندما يمضى «التتار الجدد» فى العبث بالخريطة العراقية فإن الأنظار تتجه إلى «مصر»، وعندما تحتدم المأساة السورية وتنعكس على «لبنان» وطوائفه فإن الأنظار تتجه أيضًا إلى «مصر»، لأنها ليست مجرد دولة فى المنطقة ولكنها تراكمٌ تاريخى لمواقف قومية على مر العصور، إن استعادة «مصر» لدورها الإقليمى سوف يكون له تأثيرٌ فى المستقبل القريب عندما تستعيد الدولة المصرية عافيتها الكاملة وتمضى فى طريقها نحو التزاماتها الإقليمية والدولية، إن زيارة الوزير «سامح شكرى» «لبغداد» وقبلها زيارة الوزير السابق «نبيل فهمى «لبيروت» هى فى ظنى مؤشراتٌ لحيوية الدور المصرى واسترداد مكانته واستدعاء تاريخه.