يجب أن يكون عقلك هو الخريطة التى تقودك إلى الطريق والاتجاه الصحيح الذى ستسلكه، وليس مشاعرك وأحاسيسك المتغيرة والمتذبذبة، خاصة فى أوقات حبلى بالأصوات العالية، وحالة الصخب، والالتباس، واختلاط الحابل بالنابل، مثلما نعيشه الآن وعلى مدى 3 سنوات.
وبعيدا عن المشاعر الشخصية ومصطلحات عمرو حمزاوى «المكعبرة»، ومزايدات نحانيح الثورة، وعبدة يناير، ويونيو، علينا أن نطرح الأسئلة الباحثة عن الإجابات المجردة، من عينة لماذا لم يهرب مبارك ونظامه بعد ثورة 25 يناير؟ ولماذا لم يحمل رجال الحزب الوطنى من أبناء العائلات والقبائل من ذوى النفوذ فى محافظاتهم وقراهم السلاح وأشاعوا الفوضى ردا على إزاحة نظامهم من الحكم؟
ولماذا حاول كل قيادات الإخوان الهروب فى ملابس «حريمى» عقب ثورة 30 يونيو، وتحديدا بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة، حيث رأينا أول من أسرع فى الهروب، هم القيادات التى كانت تطالب الحشود بالصمود والشهادة، وأعطوا تعليمات أعضاء الجماعة بحمل السلاح والقتل وإشعال الحرائق فى الكنائس، والمنشآت العامة، والتمثيل بجثث شهداء الشرطة والجيش؟
الحقيقة المجردة، والتى كشفت عنها الأحداث المتواترة والسريعة، سرعة البرق، وفاق قدرة العقول فى المتابعة، مما أدى إلى إصابة الناس بأمراض نفسية مدمرة، فإن ما فعلته جماعة الإخوان، كشف بما لا يدع مجالا لأى شك، من أى نوع، أن الذين كانوا يتدثرون بالدين، والأخلاق، حملوا السلاح، وأشاعوا الرعب والقتل والإرهاب، فى حين الذين كانت تلاحقهم تهم الفساد والإفساد، من نظام مبارك لم يرفعوا أى سلاح أو خانوا بلادهم.
أيضا لابد لكل إخوانى ومتعاطف مصدق المظلومية والدماء التى سالت فى رابعة، وكل مؤيد كاره للجيش والشرطة، أن يسأل نفسه، هل تثق فى رجال هربت من الميدان مرتدين ملابس الحريم؟
العار كل العار على من يثق فى مثل هذه القيادات التى هربت من ميدان قتال دعت إليه، وأضفت عليه قدسية، أنه فى سبيل نصرة الإسلام، ومصيبة كبرى، على كل من يتاجر بالدين لخدمة أهدافه، ويصدر فتاوى إباحة القتل والحرق، فى جسارة صادمة، ومخالفة لكل الرسائل السماوية، وتشويه مريع للإسلام.