بعد مرور 13 عامًا على كارثة 11 سبتمبر 2001، تُرى.. هل ربح المسلمون والعرب شيئًا من جراء تفجير برجى التجارة فى نيويورك، أم أن الخسارة الناتجة عن هذه الحماقة فاقت كل تصور؟.. بنظرة سريعة على أحوالنا قبل هذه الجريمة التى اقترفها تنظيم القاعدة عن جهل فاضح بلعبة السياسة وقوانينها، نكتشف أن خساراتنا كانت أفدح مما يتصور أحد، فقد اختلط الإسلام بالإرهاب عند كل شعوب الأرض غير المسلمة، فتراجعت السمعة الناصعة لديننا الحنيف، واستقر فى الذهنية العالمية أن المسلم يساوى الإرهابى، وأن المسلم هو بالضرورة من أتباع أسامة بن لادن، وقاعدته الجاهلة بشكل مباشر أو غير مباشر! ولأن الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة لم يقرأوا شيئًا عن صراعات القوى الكبرى، ولم يفهموا معنى أن تشكل تنظيمًا مسلحًا لمواجهة هذه القوى، فإن المسلمين والعرب باتوا هدفًا لأمريكا والغرب أكثر من ذى قبل، فتم تدمير أفغانستان، ثم انطلقت الصواريخ الأمريكية بلا رحمة لتعيد العراق إلى العصور الوسطى فى عام 2003، وها هى سوريا والعراق يعانيان من ظهور النسخة الجديدة من تنظيم القاعدة وأعنى «داعش»، هذا التنظيم الذى هجر العصور الوسطى ليطفو على سطح القرن الحادى والعشرين، فيذبح المخالفين، ويبيع النساء بوصفهن إماء وسبايا، ويطرد المسيحيين من ديارهم، معتقدًا بذلك أنه ينصر الإسلام، وهو يلعب الدور التعس نفسه الذى تلعبه القاعدة! المحزن أن جماعة الإخوان عندنا فى مصر تظن نفسها المتحدث الرسمى الوحيد باسم السماء، وأنها تدافع عن الإسلام من خلال ترويع الناس وتهديدهم وإيذائهم بحجة مقاومة «الانقلاب»، وهم بذلك يشبهون القاعدة، وما اقترفته من جرائم قبل 13 سنة.. أعرف جيدًا أن الأفكار الفاسدة لا تترعرع إلا فى بيئات يسود فيها الظلم والقهر والفقر والبطش، وللأسف فقد عانت شعوبنا من هذه المساوئ قرونا عديدة، خاصة أن حكامنا المطرودين من السلطة اتسموا بالطمع والجشع والديكتاتورية، الأمر الذى أسهم فى تكوين هذه الجماعات المتخلفة. إن ذكرى جريمة 11 سبتمبر يجب أن نستثمرها فى فضح كل التنظيمات المتعصبة التى تتاجر بالدين.. وما أكثرها!