(إن أى إنسان يحب مصر والمصريين لا يمكن أن يدير ظهره لشعبه، إذا ما وجد رغبة من عدد كبير منهم فى استدعائه للقيام بمهمة وطنية)، هذا ما قاله أول أمس المشير عبدالفتاح السيسى، وفى ظنى أنه بهذه (الإشارة) قد أجاب عن السؤال الصعب الذى أثار جدلا كبيرًا منذ شهور وهو: هل سيترشح المشير لمنصب رئيس الجمهورية أم لا؟.
حسنا.. سيدخل السيسى السباق الرئاسى، مدججًا بشعبية كبيرة يستحقها لا ريب، لكنى أعتقد أن عليه أن يراعى عدة أمور إذا قدر له الظفر بالمنصب الأهم فى البلاد، أهمها:
• الإفراج الفورى عن جميع السياسيين الذين لم يثبت إدانتهم فى جرائم قتل المصريين، ولم تلطخ أياديهم بدماء شعبنا الطاهرة، فلا يمكن لرئيس جديد أن ينجح فى مهامه ويجمع الشعب حول برنامجه إذا كان هناك (مظاليم) سياسيون فى المعتقلات!.
• العمل فورًا على إعادة الانضباط للشارع المصرى، خاصة القاهرة، التى صارت مأوى للفوضى والازدحام والصخب والقبح والقذارة، فلا يليق بمصر أن تكون عاصمتها التليدة بهذا الشكل المزرى!.
• إيجاد الحلول السريعة لتحقيق قدر معقول من العدالة الاجتماعية، فلا يمكن أن يملك ثمانية مصريين فقط أكثر من 22 مليار دولار (وأكرر ثمانية مصريين فقط)، وفقا لقائمة فوربس كما ذكرت جريدة الشروق أمس، بينما عشرات الملايين يعيشون تحت خط الفقر (1600 جنيه فى الشهر كما جاء فى تقارير الأمم المتحدة).
• الشروع فى وضع خطة لمستقبل مصر وكيف سيكون حالها فى عام 2050 أى بعد 36 عامًا، ويخيل إلىّ أن التفكير فى إنشاء عاصمة سياسية جديدة بدلا من القاهرة هو المدخل الصحيح لتجاوز المحن التى يعيشها المصريون كل لحظة، ولتبق القاهرة عاصمة ثقافية سياحية فنية فقط، نظرًا لتاريخها العريق وإمكاناتها المدهشة فى هذه المجالات!.
لقد قال المشير إن تقدم مصر مرهون بتكاتف جميع المصريين وهذا صحيح تمامًا، وإن كان من بيده السلطة وحب الناس يستطيع أن يفعل الكثير والكثير إذا أراد، فهل آن الأوان لكى يتخلص المصريون من العذابات اليومية التى تؤكد لهم أن الحياة فى مصر صارت عقوبة!
قل: يارب! .