لست من هواة منطق المؤامرة أو الاستغراق فى أوهام تصور لصاحبها أن كل شىء وكل فعل يتم وفقا لمؤامرة معينة ولكنى فى هذا المقال أتكلم عن مؤامرة حقيقية هدفها واضح وأطرافها يوشك أن يكونوا معلومين مكشوفين بجلاء.
أما هدف المؤامرة الكبرى فهو المشرق العربى وقد نجح المخطط فى بعض أقطار المشرق وتبقى هناك أجزاء يستهدفها مخطط المؤامرة الكبرى.
فى المشرق العربى دمرت الطائفية العراق أو كادت ووصل الأمر إلى الحد أن مأفونا أعلن نفسه خليفة للمسلمين فى كل بقاع الأرض ودعا المسلمين إلى مبايعته، هل يمكن أن يصل التخلف العقلى إلى أبعد من هذا الحّد.
و سوريا تتقاتل مع بعضها وكل فريق يدعى «وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا» والحقيقة أن كل فريق أسوأ من الفريق الآخر وكأنهم جميعا مسلطون على سوريا وعلى الشعب السورى الشقيق الحبيب يمزقونه إربا إربا.
هذا عن شمال الجزيرة العربية أما عن جنوب الجزيرة العربية فأهميته تكمن فى النفط أساسا وأظن أن النفط محكوم وتحت السيطرة.
هدف المؤامرة الكبرى الآن هو إلى الغرب قليلا من القطاع العربى الذى تكلمنا عنه حالا - العراق وسوريا وجنوب الجزيرة العربية - وأعنى بذلك مصر وجيشها الوطنى الباسل وكل مؤسساتها من قضاء وشرطة وإعلام وأرض وماء وكل شىء فى مصر مستهدف من المؤامرة الكبرى وحلم المؤامرة الكبير هو الإيقاع بين المسلمين والمسيحيين فى مصر، ذلك أن قادة المؤامرة يعرفون جيدا أنه لن يكسر مصر – لا قدر الله ولا كان – إلا فتنة طائفية تمزقها.
وقد يجوز لنا هنا أن نتساءل: من هم أطراف هذه المؤامرة الكبرى؟؟
هناك أطراف كبرى خارجية تخطط للمؤامرة وتديرها بإتقان، وتقديرى أنها تتمثل فى الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها الكبرى فى المنطقة أعنى بذلك الكيان الصهيونى، الذى يحلم بدولة من الفرات إلى النيل واستطاعت أمريكا أن تضم إلى حلف المؤامرة تركيا وإمارة فى الخليج أعماها المال الذى يتدفق بغير جهد ولا حساب وجعلت منها الولايات المتحدة الأمريكية قاعدة لها تنشر منها الإرهاب والمال للإفساد.
هذه هى الأطراف الخارجية للمؤامرة ويمكن أن نطلق عليها أيضا الأطراف المباشرة، أما الأطراف الأخرى الداخلية فبعضها ضالع فى المؤامرة عن وعى وإرادة وبعضها عميل للأطراف الأصلية.
بقايا الإخوان المسلمين – الجماعة التى حكمت مصر فترة، الحمد لله أنها كانت قصيرة وأنها كشفت الجماعة وضلالها للشعب المصرى الذكى – أقول التى حكمت مصر لصالح أمريكا وإسرائيل – والذراع الإخوانية المسماة حماس والذين استقدمتهم الجماعة فى فترة حكمها إلى مصر للهجوم على السجون والمعتقلات والإفراج عن أفراد الجماعة المقبوض عليهم.
وقد كشف العدوان الآثم على عدد من أفراد القوات المسلحة المصرية فى واحة الفرافرة فى الصحراء الغربية المصرية أن مصر مستهدفة أيضا من الغرب من الدولة التى كانت تسمى ليبيا والتى مزقها الإرهاب شر ممزق بعد حكم الطاغية المجنون «معمر القذافى» وبتخطيط أمريكى محكم لإحكام السيطرة على منابع النفط ومعامل التكرير هناك.
وهكذا تخطط المؤامرة الكبرى لإحكام قبضتها على مصر ولا مانع أيضا من أن يكون هناك عملاء فى الداخل يعملون بوعى أو بغير وعى للإساءة إلى مؤسسات الدولة وذلك من قبيل التشكيك فى القضاء المصرى أو فى الجيش نفسه، بدعوى أن مصر تحكم حكما عسكريا بل وقد يتجه هؤلاء العملاء– فى الإعلام أساسا – إلى الإساءة لبعض الأقطار والشعوب العربية دون مبرر إلا تعكير جو العلاقات بين مصر وبين بعض شقيقتها كما حدث مع المغرب أخيرا. والعلاقة بين المغرب ومصر علاقة ودودة وحميمة ولكن كيف يصبر هؤلاء على وجود مثل هذه العلاقة التى قد يكون فيها خير لمصر وشعب مصر.
وهكذا تعمل المؤامرة من الخارج ومن الداخل بتخطيط وإتقان لضرب قلب العروبة وإذا ضرب القلب – لا قدر الله – توقفت الحياة.
هناك عبارة لا أمل من تكرارها قالها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، قال لأنجاله وأنجالهم وهو يوصيهم وهو على فراش المرض «ديروا بالكم مصر لا تطيح إذا مصر طاحت طحنا جميعا»، أى حذار أن تقع مصر لأن مصر إذا وقعت وهانت هان العرب أجمعين. وهذا هو ما يهدف إليه مخطط المؤامرة الكبرى التى تكلمنا عنها فى هذا المقال.
ولكن مصرالله اولا ثم بفضل جيشها وشعبها وكل مؤسساتها لن تطيح ولن تقع بإذن الله. وسيرتد المكر السيئ إلى أهله وستبقى مصر ومؤسسات مصر وشعب مصر صامدا قويا عزيزا بإذن الله.
والله المستعان.