مؤامرة شارك فيها ملايين المواطنين فى ميادين محافظات مصر، يهتفون بصوت جسور من قلوب نابضة «الشعب يريد إسقاط النظام» «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية»، ثم لحق بهم الجيش المصرى يوم 28 يناير بهتاف «الشعب والجيش إيد واحدة» التى رجت ميادين الحرية، ومن يومها والمجلس العسكرى دوما يصرح بأنه حمى الثورة والشعب، فهل الجيش المصرى العظيم خير أجناد الأرض حمى مؤامرة والعياذ بالله؟!
مؤامرة مكثت 18 يومًا فى ميادين الحرية، عشنا فيها كيف تكون المدينة الفاضلة، لا تحرش مطلقًا رغم مبيت الفتيات والأمهات فى الخيام، حب وإيثار وأخوة لم أر لها مثيلا فى حياتى، صلاة المسلمين أيام الجمع يحميهم المسيحيون، صلاة المسيحيين أيام الأحد يحميهم المسلمون، مؤامرة كللت بمجهود الجيش المصرى العظيم يوم 11 فبراير حيث كان البطل الأوحد لهذا اليوم يوم انتصار المؤامرة الذى احتجز فيه مبارك ونقله إلى شرم الشيخ وسيطر على ماسبيرو وأذاع بيان خلع مبارك بصوت المرحوم عمر سليمان الذى لا أظن أبدا أنه كان له أى يد فى مؤامرة ضد مصر!
أصر الثوار والتيار المدنى على «الدستور أولا» فى خريطة الطريق بعد 30 يونيو، وأثبت الزمان أنهم كانوا على حق عندما أصروا على «الدستور أولا» ورفض من قبل المجلس العسكرى والإخوان وقتها، فيا ترى مين اللى عمل المؤامرة؟! رفضنا تعديلات الدستور الإخوانية ودشنا حملة «لا للدستور» وللأسف الأغلبية قالت نعم واستسلموا لكلام الإخوان الباطل وحملة الإعلام المضللة وغزوة الصناديق.. أسسنا الكتلة المصرية والثورة مستمرة للمنافسة ضد الإخوان وتيار الإسلام السياسى وانتخب الأغلبية الإخوان وحزب النور، مين اللى عمل المؤامرة؟! كنا كتيار مدنى داخل مجلس الشعب ضد الإخوان، وكان الإخوان وقتها يهتفون يا مشير إنت الأمير!!! «راجعوا جلسات مجلس الشعب وشوفوا الإخوان كانوا بياخدوا مين بالحضن والبوس وكان مين بيقف لهم ويتحداهم يمكن تعرفوا مين اللى عمل المؤامرة»؟!
كريستى وجيكا والحسينى أبوضيف شباب مؤامرة يناير قتلوا بيد الإخوان وميليشياتهم وأنظمتهم، وشباب مؤامرة يناير دعوا وحشدوا لجمعة الكرامة فى المقطم ضد الإخوان، شباب حركة كفاية ومؤامرة يناير هم قيادات حركة تمرد بشخصهم وبذاتهم ليس فقط المركزيين، لكن أيضا فى المحافظات، ومن شباب مؤامرة يناير من صاغوا خريطة الطريق قبل 30 يونيو وقدموها للمجلس العسكرى الذى وافق عليها دون تعديل أو تغيير وأعلنها كما هى فى 3 يوليو.. فهل هم أنفسهم من قاموا بالمؤامرة!
مؤامرة يناير فى ديباجة الدستور ثورة وفى وثيقة التسليم والتسلم ثورة وفى خطابات الرئيسين السابق عدلى منصور والحالى عبدالفتاح السيسى ثورة، لولا مؤامرة يناير ما كنا نرى الآن وبعد كفاح مرير أولى آليات العدالة الاجتماعية تطبق وهى الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور، مؤامرة يناير هى التى أنهت فساد وتزوير الانتخابات من 2011 حتى الآن إلا قليلا من الانتهاكات التى لا تؤثر فى النتيجة، مؤامرة يناير هى التى كشفت فساد رجال مبارك حتى لو خرج منهم من دفع كفالات باهظة أو من قضى العقوبة أو من وكل محاميا بارعا لم يثبت على موكله التهم. مؤامرة يناير علمت المواطنين «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر» فأرادوا الحياة مرة أخرى بعد ما عاشوا سنة مع فاشية الإخوان، فلولاها ما استطاع الشعب أن يعمل ويستعد لثورة يونيو ويثق فى قدرته على التغيير والإطاحة بأى رئيس ديكتاتور ويسقط أقنعة تجار الدين، ولو نمتلك قليلا من التفكير والمنطق، فلن نعطى أى مصداقيه لمرافعات محامى الجاسوس الإسرائيلى.. وفى النهاية، ثقوا فى جيشكم المصرى فهو لا يحمى ولا يشارك ولا يدعم إلا إرادة شعبه فقط لا غير سواء فى ثورة 25 يناير أو ثورة 30 يونيو
الرئيسية 
