حالة عبثية، تسيطر على صفحات جماعة الإخوان على المواقع الاجتماعية ( الفيس بوك وتويتر)، حيث يرددون أن هناك صفقة يتم التخطيط لها، بين حماس وقطر وتركيا من جانب، وبين مصر من جانب آخر، لتحقيق أكبر مكاسب من صفقة الجندى الإسرائيلى (شاؤول أرون) الذى أعلنت حماس عن أسره يوم الأحد الماضى.
وأبرز هذه المكاسب أن يتم الدفع بطلب مقايضته بكل الأسرى الفلسطينيين، وإنهاء الحصار المفروض على غزة، ومناقشة الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسى الذى يحاكم فى عدة قضايا، أبرزها قضية التخابر لصالح دول وجهات أجنبية.
هذا الطرح العبثى، وياللغرابة، أن قيادات بارزة فى تنظيم الجماعة الإرهابية، بدأت فى نشره على صفحاتها، وأعطت الضوء الأخضر للجان الإلكترونية، بنشر هذا الطرح على مواقع (المراحيض العامة)، الشهيرة (بالفيس بوك وتويتر)، لتتحول إلى حقيقة وواقع، لا يمكن تجاهلها أثناء مناقشة قضية الإفراج عن الجندى الإسرائيلى شاؤول أرون، والذى وصفته الإخوان وربيبتها حماس والدول المساندة لهما، بالغنيمة الكبرى.
نعم لا تتعجب يا صديقى مما وصلت إليه جماعة الإخوان وحلفاؤها والمتعاطفون معها من نحانيح الثورة والاشتراكيون الثوريون، والحركات والائتلافات المتثورة لاإراديا، من سطحية ومراهقة فكرية، وغباء سياسى قلما يتمتع به جنس بشرى آخر، ويكشف عن انتهازية الجماعات المتطرفة والإرهابية لتحقيق ما ترنو إليه بطرق غير مشروعة، وبعيدة كل البعد عن حدود المنطق والواقع العملى، لذلك فإن هذه الجماعات تمثل وبالا على شعوبها، وتسىء إلى دينها وعقيدتها.
قيادات الإخوان الذين يحدوهم الأمل الآن، وتأخذهم الأحلام الوردية إلى أبعد مدى، فوق الغيمات البيضاء، تناسوا أن مفاوضات جلعاط شاليط الذى حققت من خلاله حماس مكاسب كبيرة، يمكن تكرار السيناريو، لتحقيق نفس المكاسب وأكبر أيضاً فى المفاوضات حول إطلاق سراح الجندى شاؤول أرون، ولكن كلها تدور داخل حدود غزة فقط، ولا يمكن أن يعبر مطلبا واحدا خارج الحدود الغزاوية ليصل للقاهرة، لأن الأمر يتعلق بالسيادة المصرية.
الأمر المدهش إلى حد الصدمة، أن الإخوان بأعضائهم وقياداتهم، يطالبون بمبادلة جندى، برئيس يعتبرونه شرعيا حتى الآن، والسؤال: هل مرسى لا يساوى إلا قيمة جندى فى جيش إسرائيل؟ وكيف لشعب عريق أن يقبل على نفسه أن يحكمه شخص لا يساوى قيمة (بيادة) عسكرى إسرائيلى؟؟!!