أصابتنى دهشة ألجمت لسانى، وسمرتنى فى الأرض دون حركة، عندما استمعت إلى شروط حركة حماس للموافقة على المبادرة المصرية بالتهدئة، وتحديدا الشرط الذى يقول: (تحويل معبر رفح إلى معبر دولى تشرف عليه الأمم المتحدة ودول عربية وصديقة)، وطبعا من الدول العربية قطر، والدول الصديقة تركيا وإيران.
هذا المطلب الوقح، والحقير، والمتجاوز، يكشف للأعمى قبل البصير عن النوايا الحقيقية لهذه الحركة الإرهابية وما تضمره لمصر، وعليه فلابد من حشد المصريين، شعبا وسلطة، للوقوف بحسم وقوة ضد مخططات حماس الحقيرة، ولتذهب إلى الجحيم.
وعلى الشعب الفلسطينى إذا أراد مساندة ودعم مصر له، فإن عليه أولا أن يساند ويدعم نفسه بالتخلص من هذه الحركة الإرهابية الحقيرة، التى تدفع به إلى التهلكة، وإذا لم يتخلص منها بالثورة ضدها، فإننا نفهم أنه راض عن هذه الحركة وممارساتها القذرة، وليتحمل بمفرده وزر هذا الصمت المطبق.
إن ارتكاب حركة حماس لكل الموبقات ضد مصر، من تصدير الإرهاب، ومساندة ودعم جماعة الإخوان، إلى التعدى على السيادة بحفر الانفاق، واستباحة الأمن القومى المصرى بمفهومه الشامل، وخطف جنودنا وقتلهم، ثم المطالبة بتدويل معبر رفح، إنما يمثل عداء سافرا يفوق عداء الإسرائيليين لنا، ويؤكد أن هذه الحركة ما هى إلا أداة فى يد كل من يضمر لمصر الشرور، ولابد من وقف هذه الحركة عند حدودها وحجمها الطبيعى.
على النظام المصرى إدراك أن لا أمان للحركات والجماعات المتطرفة، ولا يمكن التعامل معها تأسيسا على التعامل مع الدول، وأن بروتوكول التعامل مع مثل هذه الحركات والجماعات المتطرفة يقوم فقط على سياسة الردع، وإظهار العين الحمرا، وعدم الجلوس معها ندا لند.
الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظامه لابد أن يتحرك وبسرعة، لوضع الخطط الاحترازية، للتصدى لمخاطر الأورام السرطانية التى تحاول أن تزرعها حماس فى الجسد المصرى، ويجب ألا ينساق وراء الابتزاز العاطفى لصور ومشاهد القتلى الأبرياء، لأن حماس قررت أن تضحى بالشعب الفلسطينى والمصرى أيضا، وتقديمهم كقرابين ذبيحة للكيان الصهيونى.