غزة.. بين صمت العرب وفجور التكفيريين بقلم ناجح إبراهيم

تقصف إسرائيل غزة.. هى تفعل ذلك كل عدة أعوام.. فكلما حصلت حماس على بضعة صواريخ أو أسلحة متقدمة نسبياً أو قامت ببناء غزة من جديد هدمت إسرائيل مبانى غزة الرئيسية على رؤوس أصحابها.. تقتل المدنيين فلا يثور أحد.. تقتل 48 طفلاً وتجرح 462 طفلاً فلا يتحرك العالم.. تدمر المساجد والمدارس والجامعات فلا يبالى أحد.. تبلد الجميع وأولهم العالم العربى والإسلامى.. فهم يخلطون حقائق التاريخ والجغرافيا والأمن القومى الثابتة مع متغيرات الخصومات السياسية.. سخونة الكراهية بين قطر ومصر وتركيا وحماس والسلطة الوطنية أضاعت التوحد على ثوابت التاريخ والجغرافيا والأمن القومى.. وكلما ازداد القصف الإسرائيلى كلما ازدادت فرقتهم وكيد بعضهم لبعض.. أما الإعلام العربى فدوره باهت فى مناصرة شعب غزة المسكين.. ومنظمات المجتمع المدنى العربى وصلت إلى مرحلة الموت الإكلينيكى.

■ تذكر التكفيريون فجأة أن غزة تقصف وأن آلاف الضحايا قد سقطوا قتلى وجرحى.. قالوا لابد من الرد على إسرائيل.. تفتق ذهنهم أن طريق الوصول إلى تل أبيب لابد أن يمر بجثث الجنود المصريين الصائمين الذين يحرسون البوابة الغربية لمصر.. أعدوا غزوة كبيرة وسيارات كثيرة وأسلحة ثقيلة لغزو هؤلاء المساكين الصائمين من الجنود المصريين فى النقطة 111 فى الفرافرة.. قتلوا معظم الجنود والضباط.. هللوا «الله أكبر» رفعوا رايات القاعدة.

■ هكذا تحررت غزة وفتح الطريق إلى تل أبيب.. لم يتركوا جريحاً إلا وقتلوه.. رأوا من الواجب عليهم تدمير النقطة بما تبقى فيها قبل المغادرة.

■ لا تعجب فهؤلاء يصدق عليهم نبوءة النبى العظيم- صلى الله عليه وسلم- «يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان».

■ إن القاعدة وأخواتها وأبناءها ممن يكفرون المسلمين لم يقوموا بأى عملية عسكرية ضد إسرائيل.. تكفيهم تفجيرات الرياض والدار البيضاء وشرم الشيخ وعمان و.. و.. وهم يحبون قتل المدنيين دائماً.. هذه قاعدة عند القاعدة وأخواتها.

■ قبلها بأيام معدودة أراد بعض زملائهم الرد على غزة ونسى أنها فى الشرق فتوجه إلى العريش غرباً وقصف إحدى كتائب الجيش المصرى وأحد الأسواق فى العريش.. هم لا يفرقون بين تل أبيب والعريش.. تدمير الجيش المصرى عندهم أهم من تدمير الجيش الإسرائيلى.

■ يستمر القصف الإسرائيلى على غزة.. يسجل أهل غزة بطولات عظيمة وكثيرة لا يهتم بها الإعلام المصرى أو العربى.. يوقعون بالجيش الإسرائيلى خسائر كثيرة.. يصمدون رغم الفارق الهائل فى العدة والعتاد والسلاح والتقنية.. كراهية البعض لحماس تغطى على تضحيات وبذل وعطاء أهل غزة.

■ ينفذ الوقود والطعام وأدوات الجراحة.. يطلب أهل غزة الغوث من العالم كله.. يصل هذا النداء متأخراً إلى خليفة المسلمين أبوبكر البغدادى.. يحاول البغدادى الهروب من الموقف قائلاً: «جهاد العدو الأقرب أولى من الأبعد».. وهو يقصد بالأقرب المسلمين.. والأبعد هو إسرائيل.

■ ولكن قصف غزة يتوالى.. والأمة كلها تناشد الخليفة لابد أن تضرب على يد إسرائيل.. فالأمة كلها معلقة الآمال بك.. لا يستطيع هذه المرة إغفال كل هذه النداءات.. وقع الرجل فى حرج.. ولكنه خرج منه مثل «الشعرة من العجين» فقد اتخذ قرار الحرب ضد إسرائيل ولكن عبر مسيحيى الموصل.. فقد خيرهم بين الإسلام والجزية أو القتل فرفضوا الثلاثة.. وهرب الآلاف منهم فزحف بجيوشه الجرارة إلى دير «مار بهنام» جنوب الموصل واحتله وسط تكبير وتهليل جنوده.. ومنها سيزحف الخليفة فوراً إلى تل أبيب.. ليلتقى مع جيش أنصار بيت المقدس القادم من الوادى الجديد فى تل أبيب.

■ لقد وقعت إسرائيل بين فكى الكماشة بعد أن هزم الجنود المصريون فى موقعة الفرافرة وهزم المسيحيون فى الموصل.. ولكن الغريب فى الأمر أن إسرائيل ما زالت تدك غزة وما زال أهل غزة صامدين مرابطين وحدهم دون نصير.. حيث إن جيوش الخليفة قد تأخرت كثيراً.