فى يومين متتاليين أعلنت أمريكا ثم أعلن محلب وصرح محمود حسين.
أمريكا نطقت فأعلنت ما هو معلن للكافة منذ سنوات أن جماعة أنصار بيت المقدس إرهابية. ولا جديد فى هذا الإعلان، وإذا كان البعض من مسؤولينا وإعلاميينا قد هللوا لهذا الانتصار العظيم، واعتبروه بادرة خير «وربنا يسهل» ويأتى إعلان آخر باعتبار الجماعة إياها جماعة إرهابية. ويفتقد هذا الوهم قدرة التأمل الذكى. أمامك جماعتان تمارسان العنف بعنف شديد فى بلد واحد وتقول إحداهما إرهابية فيكون مفهوم المخالفة أن الأخرى ليست إرهابية. أليس كذلك يا......».
وأخيراً وبعد طول تردد أعلنت حكومتنا العزيزة واستناداً إلى حكم قضائى [وليس استناداً إلى ما جرى ويجرى من جرائم إرهابية، أو استناداً إلى نصوص القانون أو الدستور، أو أنهار الدماء وأشلاء الشهداء] أن جماعة الإخوان إرهابية وأتذكر أن ذات الإعلان قد صدر من حكومة الببلاوى استناداً إلى مادة 86 من قانون العقوبات. وكلا القرارين تأخراً كثيراً وفى كلا الحالين كان العنوان «إحنا مالناش دعوة» المحكمة اللى قالت أو القانون اللى قال وكلاهما وجدا منذ زمن وتناستهما الحكومة حتى ملأ الإخوان بإرهابهم الناس خوفاً وفزعاً. ومع ذلك نقول معلهش، ونسأل هل ستجرؤ الحكومة على تنفيذ ما أعلنت فى المرة الثانية أم ستضعف أمام الإرهابيين كما فعلت فى المرة الأولى؟ وهل سيعاقب كل من يقول بعضويته أو يتحالف أو يتصالح أو يمول أو يحمل شعارات أو يهتف باسم أو يرفع رايات هذه الجماعة الإرهابية؟ أم...؟ وإلى السادة أوباما وأشتون وغيرهما إذا كانت أنصار بيت المقدس إرهابية، فماذا عمن أتى بها إلى مصر؟ ومن سلحها ومولها وفتح أمامها الإنفاق ومنحها فرصة الإقامة بل ومنح بعضها الجنسية ومن أفرج عن سجنائها؟ هل يكون بريئاً أم...؟ ونأتى إلى المسكين محمود حسين رأيته منكمشاً على نفسه فى قناة سادته فى قطر، وتذكرت وقوفه منتفشاً أمام مقر مكتب الإرشاد، وقارنت ولم أشعر بالرثاء لحاله فقد كان الكذب يقطر بكثافة من كل حرف يقوله نافياً صلة الإخوان بالإرهاب ماضياً وحاضراً ولعله كان يوجه أكاذيبه للغرب الذى يعرف أنه يكذب ويفضل أكاذيبه على الحقيقة. فهل كانت الجماعة إرهابية؟ وأسأل من قتل أحمد ماهر والخازندار والنقراشى وحاول اغتيال عبد الناصر 1954 ثم 1965. ومن جمع الإرهابيين المتأسلمين من أنحاء العالم وحشدهم عندنا. ومن قال فى رابعة أعيدوا مرسى وفى لحظة سيتوقف القتل، ومن مول وحرض الطلاب ومن اشترى لهم أعلام القاعدة والأسلحة؟ وفى 3 يوليو وبعد دقائق من إعلان السيسى من فجر الإرهاب فى كرداسة ودلجا والمنصورة وبقية المدن؟ وعلى ذكر دلجا حيث أحرقت الكنائس وبيوت الأقباط ومنعوا من الصلاة وطولبوا بدفع الجزية؟ قد لا يعرف سادتكم فى الغرب الأسماء، البعض يردد الشيخ أحمد كحيل هو مؤسس الإخوان فى دلجا منذ زمن البنا وابنه حسن كحيل كان يرسل أسبوعياً 25 أتوبيسا إلى اعتصام رابعة مملوءة بالرجال والطعام والسلاح، وفى 3 يوليو خرج أنصاره وأحرقوا كنائس ثم فى 14 أغسطس أكملوا حرق كل شىء.. هل تعرف الاسم والفاعل أم أنك لم تزل تتمسك بالقول الإخوانى «للمسلم إيهام القول [أى الكذب] للعدو حتى يتمكن منه فيقتله». وإن كان محمود حسين ينكر والغرب لا يريد أن يعترف فإلى الجميع عناوين كتب قادة الجهاز السرى للإخوان.. صلاح شادى – حصاد العمر، أحمد عادل كمال – النقط فوق الحروف، محمود الصباغ– حقيقة التنظيم الخاص للإخوان، محمود عبد الحليم- صفحات من تاريخ الإخوان، وهم جميعاً يعترفون ويتفاخرون بارتكاب أعمال إرهابية. فهل نتحرك نحن ونتعظ، وهل يتعقل الغرب وهل يكف محمود حسين عن كذب مفضوح؟ والأمر كله منوط بحكومة نتمنى جديتها.