إذا كان رئيس الوزراء إبراهيم محلب يقابل ويتصوّر فقط مع المتبرعين بالملايين، لماذا أتبرع بالملاليم، لسان حال الملايين من المصريين الذين تبرعوا عن طيب خاطر بجنيهات قليلة، هى كل ما يملكون فى بيوتهم الفقيرة التى تبات على الجوى، ولم يحصدوا حتى كلمة شكر من رئيس الوزراء المتفرغ للقاء المتبرعين بالملايين.
ملناش فى طيب رئيس الوزراء نصيب. الحمد لله الرئيس السيسى متيقظ لأهمية الملاليم وواع لمشاعر الملايين من الفقراء، ويقابل عجوزاً هدتها السنون فى حب مصر فذهبت تتبرع بكل ما تملك، حلقها الذهبى، ويلتقى طفلة صغيرة تبرعت بمصروفها، بثمن الشيكولاتة التى تمنحها بعضاً من السعادة، فوجدت سعادتها فى التبرع، تكتب لمستقبلها السعادة تبرعًا فى الصغر، عسى الله أن يسعدها فى الكبر.
طقس استقبال أصحاب الملايين جيد ومطلوب بل وواجب يؤديه رئيس الوزراء عن اقتناع، ولكن تجاهل أصحاب الملاليم عيب على رئيس وزراء الفقراء، ممكن استقبال نموذج أو اثنين كل أسبوع من فقراء مصر الطيبين، يتبرعون من اللحم الحى، بكل ما يملكون وهو قليل، متهونش إلا على الغلبان، استقبال يليق بالمحبين الطيبين الذين لا يرجون إلا وجه الوطن بعد وجه الله سبحانه وتعالى.
ليست توزيعة أدوار، الرئيس يستقبل الفقراء ورئيس الوزراء يستقبل الأغنياء، الغنى غنى الله، وفى الأثر غنى النفس. استقبال البسطاء من المتبرعين لتحيا مصر ليس مطلبا نرجوه من رئيس الوزراء، أن يلتقى مع طائفة أخرى من بسطاء المتبرعين، ليضرب نموذجًا ومثالا لحفاوة الدولة بتبرع بائعة فجل، جمعت حصيلة شقى العمر، وتعب السنين، وذهبت لا تلوى على شىء سوى وجه مصر الكريم.
ألومه حبًا، وأعتب عليه من العشم، والعتب على قدر العشم، والعشم كل العشم ألا يفرق فى مقابلاته تحية وتكريماً للمتبرعين بين أصحاب الملايين والملاليم، قد يحتاج المليونير صورة مع رئيس الوزراء ليسجل بها تبرعه كمحسن كريم، ولكن الفقير دقة لا يذهب إلى البنك بحثاً عن صورة، فقط يترك قروشه كما يقولون «نواية تسند الزير».
فليشِع رئيس الوزراء سنة الحمد فى نفوس البسطاء، بعضهم يمصمص الشفاة عجبًا، التبرع لنا والتكريمات لهم، فى التبرع مدعوين وفى التكريم منسيين، على منوال فى الحزن مدعوين للنحيب، وفى الفرح منسيين من أكل الثريد، فليكن حفلاً شهريًا لائقاً بصغار كبار المتبرعين، تكريمًا وحمدًا وشكرًا لجميل عطائهم.
سيادة رئيس الوزراء تعرف أن التبرعات القليلة تمنع بلاوى كثيرة، وأن عشرة جنيهات يتبرع بها فقير لا يملك فى بيته غيرها أثمن من عشرة ملايين يتبرع بها مليونير قادر على تعويضها من رأسماله الذى جمعه من التجارة بالفقراء وعلى الفقراء.. وأخيرًا أقول: الفقراء لهم رب اسمه الكريم.