أكاد أشك فى نفسى، لو صحت مذكرة المستشار سعيد يوسف (قاضى الإعدام فى المنيا) إلى رئيس الوزراء، بأن بيته بلا حراسة، ويضطر إلى الاختفاء بعيدا خشية على حياته، تاركا زوجته فى البيت تحت رحمة إخوان القليوبية، إذن هذه حكومة لا تستحق البقاء يوما واحدا، ووزير داخلية عليه أن يرحل من فوره، مع إحالة كل رئاسات الأجهزة الأمنية إلى التقاعد، واتهامهم بالإهمال الجسيم على نحو يعرّض البلاد لكارثة محققة.. لو اغتيل هذا القاضى.
المستشار يوسف يصدمنا بقسوة: «الدولة تخلت عنا»!!!.. يستحيل هذا، أى دولة تلك التى تتخلى عن تأمين قاض حَكم بالإعدام على 528 فى (مطاى)، وينظر فى إعدام 683 آخرين فى (العدوة)؟ قاض مطلوب إخوانيًا حيًا أو ميتا، قاض مصنف عدوا ثانيا للإخوان.. بعد السيسى مباشرة، قاض أتى بما لم يأت به الأولون، أتى حكما إدّا، قاض هاجمه من فى البر ومن فى البحر ومن فى الأمم المتحدة.. بان كى مون شخصيا ساخط على الحكم.
أكاد أشك فى نفسى، هل فى حكومة محلب من يريد التخلص من قاض سبب حرجا دوليا للنظام، أفى الدولة من يتبرأ من أحكامه، أفى الداخلية من قرر تركه فى العراء ليلقى مصيره المحتوم؟ الإخوان سيعدمونه عاجلا أو آجلا، قاض حَكم بالإعدام على إخوان مطاى.. هل سيرحمه إخوان القليوبية (محل سكنه)؟ هذا القاضى محكوم عليه بالإعدام إخوانيا.
قاض يتحرك بسيارته من (حدائق قليوب) إلى (برارى المنيا) بلا حراسة، تاركا بيته وزوجته بلا حراسة، وبحسب مذكرته إلى محلب: «الدولة تخلت عنه وأصبحت منطقة سكنه (حدائق قليوب) بسبب الإخوان الذين يحاصرونه (خرائب قليوب)، ويتعرض بمحل إقامته لأقصى أشكال المضايقات والاستفزازات من قبل مجلس مدينة قليوب الذى يرأسه أحد أعضاء تنظيم الإخوان، يعيش بلا كهرباء ولا مياه ولا تليفونات ولا حراسة على منزله.. ربنا معايا»!!!
طبعا ربنا معاك، ولكن ربنا عرفوه بالعقل، هل يعقل أن يترك قاض بهذه الحيثية الخطيرة فى العراء لديابة الإخوان، هل يعقل أن وزير الداخلية بحكم مسؤوليته يترك قاضيا مهددا بالقتل بلا تأمين بعد الحكم الرهيب، ألم يخصص الوزير حراسة شخصية مدربة وجاهزة ولصيقة بالمستشار رجلاً لرجل.. بعد؟
لله درك يا محلب، أتريد محاربة الإرهاب حقا، عجبا، كيف، ماذا تنتظر، مصيبة، كارثة؟ لا قدر الله لو هذا القاضى لقى مصير القاضى الخازندار اغتيالا، هل ستجدون قاضيا يحكم على الإخوان أو حتى ينظر قضاياهم؟.. بالمناسبة تنحى القضاة شغال على ودنه، هذا القاضى استثناء.. ربنا معاه.. ومعانا.