أخيراً اعترفت أوروبا بأن ترشح «السيسى» قرار شجاع.. وهو ما يعنى أن الموقف الغربى مثل «اليويو».. حبة فوق وحبة تحت.. لا تحكمه غير اتجاهات الريح فقط.. صحيح أن موقف أوروبا لا يغير من الأمر شيئاً، لكنه مهم للغاية، ويرسل رسالة قاسية لحلف الأشرار.. فلم نكن فى حاجة إلى شهادة من «أشتون».. ولا «السيسى» كان سيمتنع عن الترشح للرئاسة، لو كان لمنسقة أوروبا رأى آخر!
مصر تمارس تجربتها الديمقراطية بالطريقة التى تراها.. أعترف بأن التغير فى الموقف الأوروبى مفيد لعملية الاستقرار، لكنه كان سيأتى إن آجلاً أو عاجلاً.. الغرب لا يعرف غير مصالحه.. تصالح وتفاهم مع مشروع الإخوان، ليس من أجل عيونهم، ولكن ليكون له يد فى مصر.. الآن رأى أن موازين القوى تغيرت، وأن مصر ماضية فى ثورتها، كان القرار ألا يخسروا مصر.. هذه هى الحكاية(!)
من كان يتصور أن لقاء أشتون ينتهى بهذه الصفعة القاسية؟.. أغلب الظن أن الإخوان كانوا ينتظرون أن تحتج أشتون على قرار السيسى.. كانوا يتصورون أنها ستصدر بياناً نارياً.. كانوا يتخيلون أنها سوف تطلب إطلاق سراح مرسى ومكتب الإرشاد.. كل هذا هراااء.. المواقف تتغير دولياً.. ستتغير كلياً بعد الانتخابات.. الغرب الآن تجاوز مرحلة الترشح إلى الكلام عن نزاهة الانتخابات نفسها!
ربما لا ترسل أمريكا مبعوثين إلى السيسى، لكنها بالتأكيد تعرف موقف مصر عن طريق الوسيط الأوروبى.. أشتون لا تأتى إلى هنا، معبرة عن موقف الاتحاد الأوروبى وحده، وإنما تعبر عن موقف الغرب كله.. هى مهمومة بالاستماع للفاعل الأول على الأرض.. طبعاً هناك مجموعة من الفاعلين.. أحدهم بالتأكيد المرشح الرئاسى حمدين صباحى.. أشتون جاءت لتعرف «رؤية السيسى للمستقبل»!
بقراءة بسيطة هناك أكثر من دلالة.. الأولى أن السيسى مستقبل والإخوان ماض.. الثانية أن الترشح قرار شجاع، الأهم نزاهة الانتخابات.. الثالثة أن الأهم إرادة الشعب، وليس الجعجعة التى تصطنعها جماعة الشر.. هذه الجعجعة لا محل لها من الإعراب.. هدفها البحث عن موطئ قدم فى خارطة المستقبل.. نكرر: لا مكان لإرهابى.. ولا إقصاء لمواطن «سلمى» يمارس السياسة، ولا يمارس الإرهاب!
يهمنى فيما سبق مسألة نزاهة الانتخابات.. هذه مسألة لا نتسامح بشأنها، ولو فاز الرئيس بنسبة 51%.. أتصور أن مصر أحرص عليها من أشتون نفسها.. وربما علمت قبل أن تقوم من مكانها أن قراراً شجاعاً قد صدر بإقالة محافظ الوادى الجديد، لأنه أصدر توكيلاً للمشير.. درس كبير.. فالمواطن حر إذا كان يريد إصدار توكيل لمرشح بعينه، وهو محافظ.. بشرط أن يتخلى عن منصبه فوراً كمحافظ!
مصر تغيرت.. أن تكون محافظاً شىء، وأن تكون ناشطاً شىء آخر.. أول درس فى نزاهة الانتخابات.. رسالة ينبغى أن تنقلها مدام أشتون إلى أوروبا من ناحية، والغرب من ناحية أخرى.. قرار شجاع بإقالة محافظ يؤكد أن نزاهة الانتخابات إرادة شعب.. كما أن ترشح السيسى إرادة شعب أيضاً(!)