كل الأطراف تريد استقرار الأوضاع فى مصر، إلا الجماعة المحظورة.. سوزان رايس تريد الاستقرار، لتحقيق تقدم فى الديمقراطية.. رجال الأعمال يريدون الاستقرار، لجذب مزيد من الاستثمار.. الجيش يريد الاستقرار للعودة لمهمته المقدسة.. فيفى عبده أيضاً تريد الاستقرار لفتح قناة فضائية لتعليم الرقص الشرقى.. الجميع يريد الاستقرار إلا الإخوان.. على طريقة «فيها لا أخفيها»!
هناك تطور خطير فى موقف مستشارة الأمن القومى «رايس».. هذا التطور بالتأكيد كان وراءه جون كيرى وزير الخارجية.. فى الوقت الذى كانت تنحاز فيه «رايس» للإخوان، كان «كيرى» يؤكد مسؤوليته عن السياسة الخارجية.. قال بوضوح إنه يدعم موقف مصر بعد 30 يونيو.. فجر قنبلة عندما قال: الإخوان سرقوا ثورة 25 يناير.. أخيراً حذرت «رايس» ضمناً من إرهاب جماعة الإخوان!
بعض المراقبين لا يبلع كلام سوزان رايس الآن.. هناك من يقول لها: بعد إيه؟.. هناك من يقول لها: اتنيلى على عينك!.. لا يقبلون منها كلاماً.. السبب أنها بدت متشددة.. كانت تُقنع أوباما بموقف الإخوان.. صحيح أن إدارة أوباما لم تقل إن ما حدث «انقلاب عسكرى»، ولا البيت الأبيض ردد هذاه الكلمة، لكن المصريين لا يطيقون «رايس».. «كيرى» يرى أنه انتصر.. يرى أنه كان على صواب!
التصريح الذى أطلقته «رايس» يقول: قلقون من انضمام الإخوان للجماعات المتطرفة.. تصريح خطير يكفينا.. يضع النقاط على الحروف.. يؤكد ورود معلومات موثقة عن تورط الإخوان فى الإرهاب.. رسالة تحذير فى الوقت نفسه للإخوان.. تنسى «رايس» أن الإخوان لم ينضموا لجماعات العنف.. هم أصل هذه الجماعات.. لكنها لا تريد أن تعلن مرة واحدة أنها انتهجت سياسة خطأ منذ البداية!
فى الكواليس أشياء لا نعرفها.. ماذا يجرى خلف الأبواب المغلقة؟.. هل تأكد البيت الأبيض وأجهزة مخابراته أن المذابح التى تمت كانت بأيد إخوانية؟.. هل تعكس هذه التصريحات نجاحات مصرية فى تغيير الصورة؟.. هل التقارب المصرى - الروسى كان وراء التغير فى الموقف الأمريكى؟.. هل نهاية «المحظورة» اقتربت؟.. فى كل الأحوال هناك أمل يلوح فى الأفق.. هناك انفراجة قريباً!
لا مصلحة لأمريكا فى توتر الأوضاع فى مصر.. انتهاج الإخوان للعنف تم بمساندة أمريكية، وأموال قطرية، ودعم تركى.. لا مصلحة لإدارة أوباما فى خسارة مصر.. مستشارة الأمن القومى تعلن الآن أنها ترفع يدها عن الإخوان.. تتهمهم بزعزعة الاستقرار.. تتهمهم بالانضمام لجماعات العنف.. هل الخطوة القادمة اعتبارهم جماعة إرهابية، ووضع التنظيم الدولى، قريباً، على لائحة الإرهاب؟!
الآن، لا غرابة أن تتطابق مواقف واشنطن ولندن.. واشنطن تُغير خطابها.. تحذر الإخوان من الانضمام لجماعات متطرفة.. لندن تسعى أيضاً لتجريم الإسلام السياسى.. أنجولا فعلت ما هو أكثر.. نتفهم موقف الغرب من ثورة 30 يونيو.. لا تنسوا أنهم كانوا حلفاء.. لا تنسوا أنهم دعموا دولة المرشد، لحاجة فى نفس أوباما(!)