قال لى سفير الدولة الأوروبية السابق بالقاهرة: لا أرى علاقة واضحة بين تنظيم الإخوان المسلمين والعمليات الإرهابية التى تجرى عندكم الآن خاصة أنها تحمل أسماء أخرى لجماعات غير الإخوان.
قلت: لقد أمضيت سنوات فى مصر وتابعت المشهد السياسى عن كثب، ولابد أنك تعرف أن كل جماعات الإسلام السياسى بلا استثناء واحد خرجت من عباءة الإخوان المسلمين التى هى جماعة ولدت فى العنف وتاريخها ملىء بالقتل والاغتيال والتفجيرات والحرائق، وليس من قبيل الصدفة أن الشخص الذى أنشأ الجماعة عام 1928 وهو حسن البنا، هو نفسه الذى أنشأ التنظيم السرى الذى ارتكب الكثير من أعمال العنف والاغتيالات.
إن التنسيق الدقيق القائم الآن بين الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى لا يخفى إلا على من لا يريد أن يراه، رغم أن قيادات الجماعة أنفسهم أقروا به، وصرحوا أمام كاميرات أجهزة الإعلام بأن العنف الذى يجرى فى سيناء «سيتوقف فى ذات الثانية التى يتم فيها إعادة محمد مرسى إلى الحكم».
ثم دعنى أوجه نظرك إلى الانفجارات الصغيرة التى تجرى بشكل شبه يومى كأعمال فردية بعيداً عن المخططات الكبرى، وإلى التظاهرات الأسبوعية التى لا يكتفى من يقومون بها بحمل شعار «رابعة» وإنما يحملون أيضاً السلاح وهو ما يتسبب فى وقوع الضحايا من المواطنين.
قال سفير الدولة الأوروبية الكبرى: لكن الإخوان ينفون أى صلة لهم بأعمال العنف هذه.
قلت: إنك تجيد قراءة العربية فلماذا لا تراجع مواقعهم الإلكترونية غير الإنجليزية لترى قدر الترحيب الذى تلقاه منهم تلك الأعمال الإرهابية التى تزهق فيها الأرواح وتسفك الدماء؟ إنهم يتحدثون بلغتين ولا يجب أن تخدعوا بذلك، إلا إذا كنتم تصممون على الدفاع عنهم تحت كل الظروف، ومهما ارتكبوا من جرائم ومهما لطخت أيديهم الدماء.
قال: كل هذه قرائن لكن ليس هناك دليل دامغ على أن الإخوان منخرطون فى العنف والإرهاب، إن جماعة الإخوان جماعة سياسية.
قلت: إذا كان هذا صحيحاً، فلماذا لا يعلنون صراحة نبذهم العنف وينخرطون فى العملية السياسية فيساهمون فى بناء الديمقراطية، كما فعل حزب النور السلفى، وفى بناء مستقبل البلاد على أسس ديمقراطية يلتزم فيها الجميع بالقواعد السياسية؟! فلم يرد.