الرئيسية >> مقالات
الديمقراطية في إنتخابات الرئاسة
19-2-2014 | 12:19
New Google +0 0 0
محمود الحضري
ليس هناك مبرر للحملة التي يقوم بها البعض ضد حمدين صباحي، منذ أن أعلن قراره للترشيح لانتخابات رئاسة الجمهورية، سواء كانت الحملة من تيارات سياسية من المفترض أن تكون قريبة من التيار الشعبي، أو التيار الليبرالي العام، أو من يتحمسون للمشير السيسي أو من أنصاره بإعتباره مرشحا محتملا للرئاسة.
فالخلاف على أي مُرشح جزء من العمل الديمقراطي، ولكل مواطن الحق في تقييم أي من المرشحين في إنتخابات الرئاسة، ويبقى لكل ناخب إختيار المرشح الذي يرى فيه الشخص المناسب لرئاسة بلد بحجم مصر، ولكن غير المقبول أن يقوم أي مؤيد لمرشح بإهانة مرشح آخر لمجرد التجرأ بالاعلان عن دخول حلبة المنافسة على رئاسة مصر.
ويبدو أن هناك من ما زال لا يؤمن ان مصر دخلت مرحلة جديدة، لا يمكن إختصارها في شخص، مهما كان التوافق عليه، كما لا يمكن إختصارها في تيار أو إتجاه، فتجربة الرئيس المعزول محمد مرسي ليست ببعيده، فعندما حاول إختصار مصر في مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، أو حتى في الجماعة نفسها، رفضه الشعب، ومن قبله تم خلع الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك، لانه إختصر مصر في جماعة نجله "جمال".
وأعتقد أن إعلان حمدين صباحي الترشُح لانتخابات الرئاسة بداية مهمة لمعركة إنتخابية جادة وتنافسية بين مرشحين لكل واحد منهم سيكون له قوته السياسية في الشارع، وحتما سينجح من ينحاز للوطن كل الوطن، ويقطع الطريق أمام المزايدة السياسية، ويبقى الأهم إتاحة الفرصة أمام الجميع لفرص متساوية في وسائل الإعلام المملوكة للدولة وشعبها.
واعتقد ايضا أن إعلان حمدين صباحي دخول معركة إنتخابات الرئاسة، والتي أتمنى ألا يتراجع عن قراره، قد قطع الطريق أمام محاولة سعى اليها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وحزبه "مصر القوية"، ليخرج على الشعب معلنا أنه لن يترشح للرئاسة، وهو ما قام به بالفعل، ليأتي حمدين تاليا له معلنا عدم الترشّح، لتفريغ التجربة الثانية لإنتخاباتات رئاسة الجمهوية بعد ثورة 25 يناير، وما إستكملته في 30 يونيو، من مضمونها.
ولاشك أن مثل هذا المخطط، سواء كان مُتعمداً من "مصر القوية" و"ابوالفتوح" أو غير مُتعمد، فانه كان سيصب في نهاية الأمر في "المُسنتقع الإخواني" الرامي الى إظهار مصر بعد 30 يونيو أنها دولة "انقلاب"، وهو ما تسعى الى ترسيخه، من خلال سياسات لا تود التراجع عنها، مستغلة في ذلك بعض أبناء الوطن الأبرياء، بينما بعض من تبقى من قادتهم يسكُنون فنادق شيراتون وغيرها خارج البلاد.
وأعتقد أن حمدين قرأ المُخطط جيدا، بينما لم يرى معارضوه ومنتقدوه سوى أنه أراد يكون خصما لمرشحهم، ويبقى الأهم أن هناك من يريد لمصر الخير، فلا يمكن أن يُزايد أحد على تاريخ ونضال حمدين، بِغضّ النظر عن تاييده أو لا، وسواء إختاره هذا المواطن أو رفضه ذاك.
وطالما قبلنا أن ندخل مراحل الديمقراطية، فلا يمكن أن تتجزأ، ونقبل ما هو في صالحنا، ونرفض ما يتعارض معنا، بل يجب أن نقبل جميعا باتساع دائرة المرشحين للرئاسة وتتاح الفرص أمام الجميع في المنافسة وعرض البرامج، وحتى لا تتحول الإنتخابات الى مبايعة، فكفانا زمن المبايعات، مع التأكيد على أن مصر بحاجة الى رئيس قوي، يأتي بتجربة ديمقراطية.