كان ذلك فى الأيام الأولى عقب ثورة 25 يناير التى قلبت مصر رأسا على عقب، الوطن كان يغلى ويفور بالأحداث التى لم تكن تخطر على بال، الشعب فى فرحة وفى صدمة. القاهرة فى ثورة، و لا أحد يعرف بالضبط ماذا يحدث، لكن قلوب المصريين ومشاعرهم ارتجفت عندما استيقظ الناس يوم 28 يناير ليكتشفوا أن مجموعات غاضبة مسلحة تهاجم وتحرق أقسام ومراكز الشرطة فى وقت واحد، وفى نفس اليوم هاجمت واقتحمت مجموعات أخرى مجهولة عددا من السجون المصرية وأطلقت سراح السجناء من مجرمين ومحبوسين سياسيين.
كانت أيام عجيبة وعصيبة وامتلأت القاهرة بمئات من المجرمين والهاربين والمسلحين، وعمت الفوضى البلاد، ولم يجد أحد إجابة عن: ماذا يحدث ولماذا وكيف ولماذا انهارت الشرطة المصرية وسقط الأمن فى مصر وكان العالم يتحاكى بقوته فيما مضى؟
أيامها جلست مع صديقى اللواء هانى عبداللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية، وكان وقتها مسؤولا كبيرا فى إدارة الإعلام بالوزارة، وسألته عن سر الهجوم الكاسح على أقسام الشرطة والسجون، وفوجئت به يؤكد أن ثوار يناير أبرياء تماما من هذة العملية الإجرامية، وقال لى المعلومات الحقيقية، لن يجرؤ أحد على كشفها فى ذلك الوقت، وهى أن جماعات من بعض التيارات الإسلامية تؤيدها عناصر أجنبية غير مصرية هى المسؤولة عن هذه الخطة الجهنمية لإسقاط الدولة والأمن وإشاعة الفوضى فى البلاد لتنفيذ خطة دبرت ضد مصر!
وراحت أيام وجاءت أيام وشهدت مصر ما شهدته من عجائب تاريخها واستولى الإخوان على حكم مصر المحروسة، فلم يعد لها حارس، وحاول الإخوان بيع مصر قطعة فى الشرق وقطعة فى الجنوب، وقالوا الدين هو الوطن والإسلام هو الجماعة ومن لا يعجبه ذلك يهاجر إلى كندا!
وراحت سنة سوداء وراح مرسى وجماعته من قصر الاتحادية إلى سجن برج العرب، ومكتب الإرشاد بالمقطم إلى ليمان طرة، ولا يصح إلا الصحيح كما يقول المصريون وانكشف كل شىء وبان.. التآمر والخيانة والجاسوسية.. الكراهية والحقد والعنف.
فى محاكمة مرسى ورفاقه أخذت أنظر إليهم داخل قفص الاتهام الزجاجى.. هؤلاء ليسوا متهمين عاديين.. عيون شريرة.. عندما رأيتهم تذكرت على بابا والأربعين حرامى.. لكن على بابا وحراميته كان دمهم خفيفا، لكن هؤلاء يتميزون بأنهم ثقيلو الدم.. عصابة شريرة كانت تخطط لسرقة وطن بناسه، لكنه عشم إبليس فى الجنة.