ليس عندى شك فى أن رجل المرحلة القادمة فى مصر هو الفريق أول عبدالفتاح السيسى، إن شاء الله، فهو الأقدر، والأنسب، بحكم الضرورة، وحكم مؤهلاته الشخصية، وحكم الحب والرضا من جموع المصريين.
من أجل ذلك أود أن يتركز حديثنا فى المرحلة القادمة وبعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وإقرار الدستور قريبا، إن شاء الله، على ما يجب عمله، من أجل إنقاذ مصر من كبوتها، والنهوض بها إلى الأمام.
أولاً: ينبغى فى البداية التأكيد على حقيقة مهمة وحيوية، وهى أن عصر الفرعون قد ولى، وانتهى إلى الأبد ولن يعود.. وإن السيادة قد باتت فعلاً وليست قولاً للشعب، الذى تغير تغيراً جذريا مذهلاً بعد ثورة 25 يناير العظيمة، بحيث أضحى واعياً لمصلحته مدركاً للفرق بين المخلص الوفى والأفاق المخادع، وأصبح يعلم، إلى حد كبير، حقوقه وواجباته وهى فى نظرى أعظم مكتسبات ثورتى 25 يناير، و30 يونيو.
ثانياً: أرجو أن نتوقف جميعاً وسريعاً عن اجترار ذكريات الماضى المؤلمة، وأن نتوقف عن جلد الذات، وتبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة والتشهير، ولنترك ذلك كله أمام القضاء المصرى الشامخ ليقول الكلمة الفصل فى كل ملابسات السنوات الثلاث الماضية بكل تجرد، واستقلالية، ونزاهة، وشفافية.
ثالثاً: ليكن شعارنا فى الفترة المقبلة هو العمل والإنتاج على أن يترجم هذا إلى خطط عمل متكاملة فى جميع المجالات، خاصة فى مجال التعليم والبحث العلمى، والصحة، والعدالة الاجتماعية، وليعلم كل مصرى يعيش على هذه الأرض الطيبة أن له دوراً فى بناء بلده كل فى موقعه، بلا استثناء وعملاً جاداً متواصلاً يبتغى به وجه الله والوطن.
رابعا: الوقت من ذهب، وسوف نحاسب جميعاً يوما ما أمام الله سبحانه وتعالى عن الوقت، وكيف أضعناه.. لذلك من الضرورى التأكيد على احترام الوقت، والالتزام بأوقات العمل، مع إعادة توزيع المسؤوليات فى كل مؤسسات الدولة بحيث تتم الاستفادة المثلى لأغلى ما تملكه مصر وهو الطاقة البشرية.
خامساً: المطلوب من الآن إعداد قانون حديث للحكم المحلى، وليس الإدارة المحلية، من أجل ترسيخ اللامركزية فى كل محافظات مصر مع إعادة تنظيم العلاقة بين الحكومة المركزية فى العاصمة، والمسؤولية التنفيذية فى كل المحافظات.
سادسا: البدء الفورى فى وضع خطة محكمة من أجل القضاء على الأمية فى أسرع وقت ولتحقيق هذا الهدف العظيم وهناك الكثير من التوصيات فى هذا الشأن، لكنها فى انتظار الإدارة السياسية لبدء التطبيق، وفى الوقت نفسه يجب إحياء التراث الثقافى المصرى فى صورة جديدة تعيد للشباب ثقته فى نفسه وفى بلده، وفى تاريخه العظيم مع تشجيع القراءة بكل الأساليب الممكنة.
أعلم جيداً أن التحديات كبيرة، لكنى أوقن أن هذا الشعب العظيم الذى قام بثورتين عظيمتين فى أقل من ثلاث سنوات، فى سابقة فريدة فى التاريخ، قادر على أن يعيد مجد الأجداد، ويبنى مصرنا الجديدة.