رغم الحزن والألم على استشهاد اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة فى أحداث كرداسة، إلا أن السعادة باستعادة الدولة لهيبتها ودحر الإرهاب تجعلنا نتعزى فى استشهاده.
أى تضحيات مهما كانت غالية، تهون فى سبيل هزيمة أعداء الوطن ورد كيدهم إلى نحورهم، وإنقاذ مستقبل البلاد من المصير المظلم لجهلهم وتطرفهم وإرهابهم.
أى تضحيات هى من قبيل الواجب المدفوع من أبناء هذا البلد، دون انتظار تكريم أو جزاء، ومثلما ضحى الآلاف بأرواحهم ولم يهابوا الموت فى أكتوبر 1973 من أجل استرداد الأرض وغسل عار الهزيمة، تبدو هذه الصورة قريبة للغاية فى الأيام الأخيرة ولكن مع استبدال الاحتلال الإسرائيلى الغاشم باحتلال إخوانى إرهابى عميل يدين بالولاء لمصالحه الشخصية ولا يعترف بالوطن ولا بمواطنيه.
لم تكن موقعة «دلجا» بالمنيا أو كرداسة بالجيزة، معارك فاصلة لدحر الاحتلال الإخوانى الإرهابى، لكنها كانت علامات على أن الدولة تعود بقوة لاستعادة هيبتها وأن طريق مواجهة الإرهاب يتم تعبيده والمضى فيه قدماً دون خوف أو تردد مع اليقين أن مثل هذه العمليات ليست نهاية الطريق مادام الشر الإخوانى وذيوله الإرهابية تستهدف الشعب كله، تارة بتعطيل مصالحه الحيوية فى مترو الأنفاق والقطارات وتارة بمحاولة تعطيل الطرق السريعة وأخرى باستهداف أقسام الشرطة والمرافق الحيوية بالقنابل والعمليات الانتحارية. لكن مثلما تم القضاء على موجة الإرهاب الأولى فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى، سيتم القضاء على الإرهاب الإخوانى المدعوم دولياً لتفكيك البلاد وهذه المرة سيلفظ الشعب عناصر التنظيم الإرهابى الإخوانى إلى غير رجعة وليس كما يقول قيادات التنظيم إنها محنة جديدة تُضاف إلى سجل المحن التى مر بها، وسيقوم منها أصلب عودا وأقوى شكيمة.
لا، هذه المرة القضاء على الإرهاب لم يكن نتيجة معركة بين نظام سياسى وخصوم، وإنما كانت معركة بين الشعب وعناصر لا تتعايش مع أى مجتمع، أثبتت عمالتها وتنفيذها لمخططات دولية، ولذا لن يكون تسامح المجتمع معها سهلاً أو قريباً، وستظل على جباهها وصمة العمالة وجريمة العنف ضد الأبرياء من المواطنين، لا تزول مع مرور الأيام.