يخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه" هكذا كانت تصريحات الفريق أول "عبد الفتاح السيسى"وزير الدفاع المطمئنه للشعب بعد محاولات كثيرة من قبل النظام الحاكم للهيمنة على مفاصل الدولة وأخونتها .
وترصد "الفجر" ثلاثة أخطاء للرئيس"محمد مرسى" تُعيقه عن الاستمرار فى منصبة وتُعجل من نزول الجيش وإلتحامه بصفوف الشعب الذى خرج بالملايين يطالب بإسقاطه , كان "أولها" إنتهاء المهله التى حددها الفريق السيسى للوصول إلى حل سياسي وتفاهمات سياسية قبل تظاهرات اليوم 30 يونيو والتى فوتها الرئيس مرسى على نفسه ,بالاضافة الى الاساءات المتكررة من قبل قيادات جماعة الاخوان والاحزاب الاسلامية للجيش وقياداته .
ويأتى الخطأ "الثانى" ليكون ضربة قاضية للنظام الحاكم وناقوس إنذار للفريق السيسى حيث قام السفير "رفاعة الطهطاوي" رئيس ديوان رئيس الجمهورية ونائبه الإخواني "أسعد الشيخة" باتصالات تليفونية مباشرة بقادة الأفرع الرئيسية والجيوش بالقوات المسلحة دون علم وزير الدفاع مما تنج عنه نشوب أزمة بين الرئاسة والقوات المسلحة .
وهذا ما أثار حفيظة الفريق "عبد الفتاح السيسى " معلناً رفضه لهذة الاتصالات وأصدر أوامره للقادة بعدم الاستجابة لها وأن يكون التواصل مع غرفة عمليات القوات المسلحة فقط ,كما رفض ايضا طلب الرئاسة بخروج أحد قيادات الجيش للتحدث في المؤتمر الصحفي الذي أعدته الرئاسة .
ويأتى الخطأ "الثالث" ليُنهى كافة السيناريوهات المتعلقة بإستمرار"مرسى" رئيساً للجمهورية وسقوط النظام الاخوانى بأكمله ,حيث يخشى الجيش وصول البلاد الى حالة من الفوضى العارمة وسقوط العديد من الشهداء والمصابين وتعود الدماء لتملئ الميادين من جديد .
وقد أعلنت القوات المسلحة تجنبها خلال الفترة السابقة الدخول في المعترك السياسي إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه شعبها تحتم عليها التدخل إذا ما ظهرت الأسلحة النارية والبيضاء بكثافة كبيرة بين المتظاهرين وبدأت تستخدم في ترويع وإرهاب المواطنين وذلك لمنع انزلاق مصر في نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلي تصعب السيطرة عليه .
وبهذا يكون الحل الوحيد الذى يمكن أن تطلبه القوات المسلحة من الرئيس محمد مرسى هو التنحى من منصبة لمنع نشوب الحرب الاهلية بين اطياف الشعب وحقناً للدماء وتقديراً للدور الذى يلعبه الجيش فى حماية الوطن والمواطنين.