العام الدراسى على الأبواب. الأسر فى حالة قلق. الطلاب على غير العادة ليسوا مبتهجين. تم التأجيل كما كان متوقعاً. ربما لن يكون الأخير. الحكومة كانت صريحة. التأجيل تم لأسباب أمنية. على مدى أربعة أعوام دراسية مضت كانت الدراسة تحصيل حاصل. إجازات تلو إجازات. التظاهرات والمواجهات والمولوتوف كانت جزءا أساسيا من العام الدراسى. وصل الأمر إلى قتلى ومصابين ومعتقلين. قرارات بالفصل وأحكام بالحبس طالت أعدادا كبيرة. الأساتذة أيضاً لم يسلموا من الأزمة. طالت بعضهم قرارات من كل نوع. الأسرة المصرية بصفة عامة تدفع ثمن الانفلات. قلق وتوتر طوال العام. الطلاب يدفعون ثمنا غاليا. التعليم فى أضعف مستوياته سنة تلو الأخرى. نحن أمام خريج كسيح. لا يصلح لأداء أى شىء.
هؤلاء هم مستقبل مصر. نعول عليهم ليكونوا معلمين للأجيال المقبلة. ليكونوا أطباء، مهندسين، علماء. ألف مليون خسارة. واضح أننا أمام مستقبل هزيل. لا شىء من ذلك. هناك خريجون لا يجيدون القراءة والكتابة. بعضهم لا يرونها مشكلة. ابن المستشار سوف يصبح مستشارا. ابن الضابط سوف يصبح ضابطا. ابن الدبلوماسى سوف يصبح دبلوماسيا. هذه هى الوظائف العليا فى المجتمع. لنا أن نتخيل كيف يكون شكل مصر فى المستقبل. ليس ضعف التعليم فقط. انعدام العدالة هو الأخطر.
أبشر. وزير التعليم العالى أعلن رسمياً السماح بالمظاهرات داخل الحرم الجامعى. طبقا لقانون التظاهر هى ممنوعة بصفة عامة إلا بتصريح. داخل الحرم الجامعى مسموح بها فى كل وقت. أول القصيدة كفر. العام الدراسى عليه العوض. كل فصيل يعد العدة من الآن. القلق يتزايد داخل كل أسرة. لماذا لا يكون العام الدراسى دراسيا وفقط؟ الإجابة لدى الوزير. لماذا لا يبدأ العام الدراسى مبكرا وفى موعد ثابت ككل الدنيا؟ الإجابة لدى الحكومة. لماذا لا يتم الإعلان منذ بداية العام عن خطة العام الدراسية؟ الإجابة فى علم الغيب.
فى أى دولة تحترم نفسها سوف نعلم مقدما عدد أيام الدراسة، عدد الساعات، ارتباط ذلك بالمنهج، بالامتحانات، بإجازة آخر العام. أما أن تتآكل السنة الدراسية لدينا لتصبح فى الإجمال أقل من شهر، فهى كارثة. الطلاب سددوا مصروفات دراسية على أنها تسعة شهور. سددوا رسوم باصات على أنها كذلك. جبابرة الدروس الخصوصية فقط هم المستقرون نفسيا وماديا. تقاضوا الأموال مقدما، بالحجز مسبقا، فى كل الأحوال لن يضاروا.
وزير التعليم تجاهل فكرة نقل المدارس الخاصة إلى أرض مطار إمبابة. نسى أنه وزير التعليم العام والخاص. هان عليه أن يترك مدارس بلا مقومات. مدارس فى الفيلات والشقق السكنية لن تخرج شباباً يعول عليهم الوطن. إذا كان هاجس محافظ الجيزة أن يحصل على موارد فالمدارس الخاصة ستقوم بهذا. موارد أشرف كثيرا من موارد مولات تجارية.
أعتقد أن الفرصة كانت تسمح بأن يكون العام الدراسى المقبل أكثر استقرارا من ذى قبل. أولو الأمر فينا يبدو أن لهم رأياً آخر. بدأوها بالتأجيل لأسباب أمنية. أعقبوها بالسماح بالمظاهرات. الخاتمة إذن تصبح غير مبشرة. لكن إلى متى؟