مصر انتصرت فى معركة الأباتشى، وهو انتصار لو تعلمون كبير، لأنه بمثابة إجبار لإدارة أوباما على أن تذعن لأولويات السياسة والمصالح المصرية، ولأنه إرغام جديد لـ«البيت الأبيض» على أن يعطل بقرار منه مشروعاته لنشر الفوضى وفق البرنامج المعتمد، وهو تسليح الميليشيات والعناصر المتطرفة، وإطلاقها مثل كلاب «البيتبول» المسعورة لتقويض المجتمعات وتفتيشها فى صراعات لا تنتهى. إعلان إدارة أوباما إعادة «الأباتشى» المصرية بعد صيانتها سبقه عمل كثير، وضغوط سياسية مارستها الإدارة المصرية، نعم الإدارة المصرية، عندما قررت ألا تستسلم للهيمنة الأمريكية، وأن تحمى مصالحها بنفسها حتى لو أدى الأمر إلى الاستغناء عن الطائرات التى تحتجزها واشنطن، وفى المقابل كانت لدينا ترتيبات أخرى، أولها تنويع مصادر السلاح، وبدلاً من الأباتشى نستبدلها بـ«كاموف 52»، و«هافوك 28» الروسيتين، و« Z 10» الصينية، لكن لن نتوقف عن رصد وإبادة الميليشيات الإرهابية المسلحة فى سيناء، أو على الحدود الغربية والجنوبية، وتجفيف منابع تمويلها. الإدارة الأمريكية كانت ترفع وتعمل وتراقب لضمان تنفيذ مشروع الفوضى فى المنطقة، وبلدنا يقاوم، ويصد الهجمات، ويتحمل رجال الجيش والشرطة الهجوم الغادر والخسيس على الجنود العزل العائدين من إجازاتهم، ويواجه تسليح الإرهابيين بأسلحة القناصة والصواريخ المضادة للطائرات، وإعلان الطوارئ على مهربى الأسلحة، والمطاريد فى الجبال الذين راجت تجارتهم، وبدلاً من قتل واحد بآخر أصبحوا يشنون الهجمات على الجيش والشرطة لقاء الكثير من الدولارات والشواكل. صمود الدولة المصرية، وإصرارها على حماية مصالحها، وضرب مشروع الفوضى الأمريكى المقرر على المنطقة، وكشف انحياز إدارة أوباما للجماعات المتطرفة والإرهابية أمام العالم، وبناء تحالفات عربية ودولية مضادة، أجبر الإدارة الأمريكية على التراجع التكتيكى، خاصة بعد تنامى التيار المعارض لسياسات أوباما داخل الكونجرس والبنتاجون دون أن يعنى ذلك انتهاء المعركة، وتراجع أوباما عن مخططه طبعًا.. لذا فالحرب مازالت مستمرة