محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 تدهور الموقف فى ليبيا واثره على الامن القومى المصرى (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

تدهور الموقف فى ليبيا واثره على الامن القومى المصرى (1) Empty
مُساهمةموضوع: تدهور الموقف فى ليبيا واثره على الامن القومى المصرى (1)   تدهور الموقف فى ليبيا واثره على الامن القومى المصرى (1) Emptyالجمعة أغسطس 22, 2014 3:05 pm

مع استمرار تداعي وتدهور الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وسيطرة الميليشيات التكفيرية على معظم المدن الليبية، كل يريد أن يستأثر بقطعة من الأراضي الليبية تضم أكبر وأهم المنشآت النفطية والمدن والمرافق الإستراتيجية المهمة مثل العواصم الإقليمية والمطارات، وغيرها، وبعد أن صار تقسيم ليبيا إلى ثلاث دويلات (برقة، فزان، طرابلس) واقعًا مؤلمًا، أصبح الحديث عما يشكله كل ذلك من تهديد خطير للأمن القومي المصري هو حديث الساعة في مصر سواء في الأجهزة المعنية بالشأن الأمني المصري على مستوى الدولة، أو في الأحزاب السياسية ومراكز الدراسات والأبحاث السياسية والإستراتيجية، وكذا في وسائل الإعلام، خاصة بعد الحادث الإرهابي إلذي وقع في واحة الفرافرة الشهر الماضي، وما ثبت من تسلل الإرهابيين الذين قاموا به من ليبيا، وحيث يوجد في المنطقة الشرقية منها جماعات إرهابية متعددة سعت جماعة الإخوان الإرهابية إلى تجميعهم تحت جناحها لتوجه وتحشد جهود الإرهابية ضد مصر: وما ثبت أيضًا من حصول هذا التجمع الإخواني على دعم من دول في الدائرة الإقليمية معادية لمصر (قطر، تركيا، إيران، السودان) تقوم بإمداد هذا التجمع الإخواني الإرهابي الموجود في المنطقة الشرقية من ليبيا بالإرهابيين والأسلحة والذخائر المتطورة والأموال والمدربين، بل وتلقى أيضًا مساندة دولية غير مباشرة من جانب الولايات المتحدة التي تشهد في ليبيا تطبيقًا نموذجيًا لتحقيق خطة الشرق الأوسط الجديد لتقسيم المنطقة عرقيًا وطائفيًا وقبليًا، وما يستتبعه ذلك من تفتيت الجيوش الوطنية، وبأسلوب الفوضى الخلاقة الذي كشفت عنه كونداليزا رايس في عام 2006، وباستخدام جماعة الإخوان وحلفائها من المنظمات الإرهابية المتأسلمة وسائل لتحقيق هذه الخطة، وهو الأمر الذي صادف نجاحًا ليس فقط في ليبيا، بل ومن قبلها أيضًا الصومال والسودان والعراق وسوريا واليمن ولبنان والسلطة الفلسطينية، ولم تتبق سوى مصر– الجائزة الكبرى– لكي تحقق خطة الشرق الأوسط الجديد كامل أهدافها، حيث سيصبح بعد تفكك مصر – لا قدر الله – من السهل تفكيك باقي دول المنطقة العربية، سواء في دول المغرب العربي المهددة من قبل الإرهاب بسلخ دولتين منها وهي دويلة بوليزاريو ودويلة البربر، أو في دول الخليج العربي المهددة أيضًا بسلخ المناطق الشيعية وضمها لإيران، من هنا يمكننا أن نفهم حجم القلق المصري على مستوى الدولة وأيضا الشعب من جراء سيطرة الجماعات الإرهابية على المنطقة الشرقية من ليبيا، وقد وصل هذا القلق إلى حد مطالبة مؤسسات سياسية وإعلامية وبحثية للدولة المصرية بالتدخل عسكريًا في ليبيا للقضاء على بؤر الإرهاب المجاورة لحدود في ليبيا، قبل أن تنتقل إلى داخل مصر.

مخططات عدائية جديدة ضد مصر

وتصاعد الشعور بالخطر لدى المصريين بعد الكشف عن مخطط جديد للمخابرات الأمريكية والقطرية والتركية لتهديد الأمن القومي المصري من خلال تهديد أعماقه الإستراتيجية العربية والأفريقية، خاصة بشمال أفريقيا في تونس وليبيا والجزائر باستخدام تنظيم أنصار الشريعة، والذي تعده هذه الأجهزة ليكون على غرار تنظيم طالبان في أفغانستان، وتحويل ليبيا إلى أفغانستان جديدة، وليكون تنظيم أنصار الشريعة أداة جديدة لتقسيم المنطقة، وهو ما انعكس مؤخرا في تهديد تنظيم أنصار الشريعة للجيش التونسي لإجباره إما على التصالح مع الإرهابيين، أو الدخول في الحرب معه، بالتزامن مع إعلانه السيطرة على بعض معسكرات الجيش الليبي في بنغازي، وقبلها التورط في عمليات اغتيال لجنود بالجيش الليبي والتونسي، ناهيك عن حادث استشهاد جنودنا في الفرافرة السابق الإشارة إليه، وهو ما يؤكد أننا أمام تنظيم مدعم ومُدَّرب مخابراتيًا على أعلى مستوى لتهديد الأمن القومي المصري وأعماقه الإستراتيجية، وإثارة الاضطرابات وأعمال العنف وعدم الاستقرار والتهديد المستمر لحدودنا الغربية، وإرباك جميع دول شمال أفريقيا، وخاصة مصر وتونس والجزائر، وبعد أن رفضت شعوب هذه الدول الأحزاب والتحالفات المنتمية إلى النتظيمات الإرهابية، وهو ما دفع هذه التنظيمات لاختيار الحل بالقوة لتحقيق أهدافها التخريبية، وقد ساعدت تركيا وقطر في تأجيج هذا الصراع بعد ما اشترطنا على مجموعات أنصار الشريعة، الدخول في صراع عسكري مفتوح في ليبيا في مقابل تمويلهم بالسلاح والمال اللازم لتحقيق تفوق نوعي على قوات الجيش والصاعقة الليبية، وأصبح من المعروف أن مطار (سرت) استقبل أكثر من طائرة عسكرية تركية وقطرية خلال الفترة الأخيرة قامت بنقل أسلحة لأنصار الشريعة.

كما رصدت أيضًا أجهزة المخابرات المصرية تشكيل مجموعات إرهابية جديدة في ليبيا بالقرب من الحدود مع مصر تحت إشراف أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، بهدف اقتحام الحدود المصرية ومحاربة الجيش المصري، وتسعى هذه المجموعات لزيادة عناصرها إلى 15 ألف مسلح منها مجموعة إرهابية مصرية تابعة لجماعة الإخوان تتلقى تدريبات عسكرية في منطقة «الخبطة»، التابعة لمدينة درنة، وقد حصلت أجهزة المخابرات على رسائل الظواهري للمجموعات الإرهابية التي أطلق عليها «الجيش الفاتح» تحثهم على «تجهيز أنفسهم لغزو مصر وتحريرها من السلطة الكافرة، وقال في إحداها إن هناك العديد من الجهات تدعم الجيش الفاتح بالمال وأحدث الأسلحة، وأن عمليتهم الأولى ستكون تهريب قيادات الإخوان وفي مقدمتهم مرسي ومحمد بديع مرشد تنظيم الإخوان السابق، كما كشفت هذه الرسائل عن أن أكثر من 500 مسلح ينضمون الآن تحت مسمى (الجيش الفاتح) أغلبهم من عناصر الإخوان والجماعات التكفيرية التي هربت من مصر عبر الحدود بعد عزل محمد مرسي، إضافة إلى عناصر من دول عربية، وهو الأمر الذي أدى إلى تعزيز قوات الجيش المصري على الشريط الحدودي الغربي، فضلًا عن الاستعانة بالقوات الخاصة وطائرات الاستطلاع والدوريات المكثفة.

كذلك كشفت الأجهزة الأمنية في مصر عن مخطط جديد تقوده المخابرات الإيرانية والقطرية والتركية ضد مصر لتصعيد العمليات الإرهابية في صعيد مصر في الأيام المقبلة في ذكرى فض اعتصام رابعة انطلاقا من السودان، وذلك من خلال تدريب قبائل الجنجويد وجيش (دامس) – دولة مصر والسودان – على أيدي الحرس الثوري الإيراني في إيران ثم يتم إرسالهم إلى السودان ليكملوا تدريبهم على أيدي المخابرات القطرية والتركية في جنوب السودان، ويوجد لهذه العناصر معسكرات تدريب في شمال السودان قرب الحدود مع مصر استعدادا لنقلها إلى صعيد مصر من بوابة درب الأربعين من أجل استهداف الكمائن الأمنية في الصعيد لتكرار حادث الفرافرة، فضلا عن استهداف الكنائس والمساجد لإثارة فتنة طائفية في مدن الصعيد، خاصة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها أمير قطر لتركيا واتفاقه مع أردوغان على أن تصعيد العمليات الإرهابية ضد الأجهزة الأمنية المصرية بأمر ضروري لإحباط والشعب، وأنه لن يستقر حتى في وجود رئيسه الجديد عبدالفتاح السيسي، يتربط بهذا التهديد قيام إيران بتطوير مصنع اليرموك للأسلحة والصواريخ لإمداد عناصر تنظيم القاعدة في مصر بالأسلحة، وكانت الطائرات الإسرائيلية قد قامت بقصف هذا المصنع وما به من شاحنات كانت تحمل أسلحة في طريقها إلى صحراء مصر الشرقية وذلك منذ عامين – وجاء المخطط الإيراني – التركي – القطري لإثارة الاضطرابات في مصر مواكبًا مع قرب انتهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات البرلمانية في نوفمبر المقبل، وبهدف إفسادها وتشتيت جهود الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة بين حدود مصر الثلاث في الشرق والغرب والجنوب، وإشعال هذه المناطق الحدودية، خاصة بعد ما ثبت من قيام قطر منذ شهور بتمويل قبائل جنجويد السودانية بدارفور وعناصر دامس.

كما تستغل القوى المعادية لمصر تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا لترويع المصريين العاملين في ليبيا، ويقدر عددهم بنحو 1.5 – 2 مليون مصري، حيث تعمدت المنظمات الإرهابية في ليبيا، خاصة المنطوية تحت جناح جماعة الإخوان في بنغازي ومصراتة وطرابلس توجيه ضربات ضد تجمعات المصريين في المدن الليبية، بهدف إجبارهم على ترك ليبيا والعودة إلى مصر بأعداد كبيرة تفوق قدرة وسائل النقل الجوي والبري والبحري على نقلهم في وقت محدد، بما يسبب أزمة سياسية وأمنية واقتصادية للنظام الجديد في مصر، حيث بلغ عدد العائدين جوًا وبحرًا من ليبيا حتى الأسبوع الثاني من أغسطس الحالي إلى نحو 12000 مصري، وبعد مسلسل استهداف المصريين في ليبيا مسلسلا مستمرًا لا نهاية له، فقد احتجزت الميليشيات المسلحة في مصراته التابعة لجماعة الإخوان مئات المصريين وأجبرتهم على القتال في صفوفها ومن يرفض فإن مصيره القتل أو التعذيب وهو ما يفسر فقدان عشرات المواطنين المصريين المتواجدين في ليبيا، ولا أحد يعرف مصيرهم الحقيقي حتى الآن، حيث قُتل مواطنان مصريان مؤخرًا جراء سقوط قذيفة صاروخية على منزلهما بمنطقة بوعطني في بنغازي.

وقد جاءت زيارة مسئولين أمنين ليبيين لمصر– رئيس الأركان ورئيس المخابرات – خلال أسبوع واحد كدليل على مدى الخطر الداهم الذي يهدد الحدود المصرية، وضرورة التنسيق الأمني بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالمعابر الحدودية المشتركة، ومنع تسلل عناصر إرهابية إلى داخل العمق المصري، والسيطرة على علميات تهريب الأسلحة إلى الميليشيات المتناحرة في ليبيا.
وعلى صعيد الهجوم الإعلامي تم رصد خمس قنوات فضائية تبث عبر «ناير سات» تهاجم من ليبيا الرئيس عبدالفتاح السيسي ليل نهار، وتشتم مصر وتروج لأجندة التنظيم الدولي للإخوان، وتصور العمليات الإرهابية على أنها «جهاد في سبيل الله»، كما تتبنى أفكار الجماعات الإرهابية في ليبيا وخارجها، فضلا عما تقوم به من عملية تشويش ومسح لعقول الشباب بدعوى الدفاع عن الإسلام والقنوات الخمسة هي: مصراتة، توباكتس، فزان، النبأ، ليبيا الأحرار، وقد طالب المصريون بضرورة وقف بث هذه القنوات.

وقد رصد الجيش الوطني الليبي الذي يقوده اللواء خليفة حفتر وجود 4000 إرهابي تابعون لجماعة الإخوان يتدربون حاليا في معسكرات تدريب بإحدى القواعد العسكرية الخاصة بالدفاع الجوي، وأن هذا العدد مقسم إلى أربع كتائب لكل منها تخصصه، بدءًا بالعمليات الانتحارية، وأعمال الضفادع البشرية، وأعمال التجسس، وتركيب العبوات المتفجرة وتفجير المنشآت الحيوية، وخطف الرهائن، وعمليات الاغتيال، ويتم تمويل معسكرات تدريب الإخوان في مصراتة بواسطة قطر، حيث تهبط طائرات قطرية بمطار مصراتة الخاضع تماما لجماعة الإخوان في ليبيا، ونفس الأمر ينطبق على ميناء مصراتة، حيث تصل سفن محملة بالأسلحة دون معرفة مصدرها الحقيقي، وان كانت التقديرات تشير إلى تركيا، وتخضع معسكرات تدريب الإخوان لخالد الشريف وكيل وزارة الدفاع وأحد الكوادر الإخوانية ويتولى بنفسه تدريب الإخوان، أما الشخص المهيمن على الأوضاع في مصراتة فهو مرشد الإخوان في ليبيا بشير الكبكي الشويهدي، وكذلك محمد صفوان رئيس حزب العدالة الليبي.

وتتجسم خطورة التهديد الأمني الذي تتعرض له مصر من جانب ليبيا بعد ما ثبت من سعي الكيانات الإرهابية هناك خاصة في شرقها بإقيلم برقة لتوحيد صفوفها، في كيان واحد لغزو مصر تحت اسم «تنظيم الدولة الإسلامية مصر وليبيا»، والمعروف باسم (دالم)، وبالطبع تدخل جماعة الإخوان ومعها تنظيم أنصار الشريعة في صلب هذا الكيان الإرهابي، إلى جانب الجماعة الإسلامية التي تسعى لفرض هيمنتها على إقيلم برقة منذ أيام القذافي، وذلك تحت راية ما يعرف «مجلس شورى المجاهدين» الذي يقوم بالتنسيق بين جميع التنظيمات الإرهابية لوضع خطة واحدة لدخول مصر، وكان أبو سياف الأنصاري – أحد قيادات داعش في لبنان قد أشار في بيان إلى أن «التنظيم يمهد لدخول مصر عبر المحبين اليه، مثل جماعة «أنصار بيت المقدس» التي أعلنت مبايعتها للتنظيم رسميا، وشباب الإخوان الذين أعلنوا الولاء للتنظيم»، واستشهد الأنصاري في بيانه بمقتطفات من كتابات سيد قطب قال فيها «عند تطبيق الخلافة، ستُنكس وتنتهي الأفكار العلمانية والديمقراطية والقومية، ولا ينازع الخليفة سلطان، فطاعته ستصبح واجبة على الامة ما لم يأمر بمعصية، وتنتهي الأحزاب التي تفرق وحدة الامة، وتكون الامارة فيها مغرمًا وليست مغنمًا، وستقام الحدود ويطبق الشرع».

كما تتشكل على أرض ليبيا عدة تنظيمات أخرى هدفها مصر، منها «الجهاديين الجدد»، وهم يختلفون عن الفكر الجهادي السابق، حيث يتكتم هؤلاء الجدد على العمليات التفاعلية مع الأحداث، كما أنهم يتبعون سياسة إدارة التوحش، التي تتبنى مهاجمة الانظمة وتفكيكها ثم اعادة بنائها على حسب أهوائهم ورؤيتهم، فضلا عن فكرة كسر الحدود واعادة الدولة العربية الواحدة التي يطلقون عليها «دولة الخلافة»، وتم الكشف عن أحد عناصر المخابرات القطرية الذي يتولى عمليات شراء الأسلحة لداعش، وهو «حكمت بوزو»، وتم رصده على الحدود التركية في منتصف يوليو الماضي، وقد أكدت المعلومات وجود تعاون وثيق بين تركيا وداعش، حيث تقوم تركيا بتمويل داعش لتحارب بالوكالة عنها لتحقيق حلم الخلافة واستنزاف دماء المسيحيين والشيعة والسنة المعارضة.

وتتمثل خطورة هذه التنظيمات المتواجدة في ليبيا في اعتبارها مصر هي المحطة الأخيرة لها، ينعكس ذلك في أن محود الزهار زعيم أنصار الشريعة الذي يتولى مجلس شورى المجاهدين حاليا، هو الأمير المنتظر لولاية بنغازي، وقد أعلن عن خطة لغزو مصر أطلق عليها غزوة «ادخلوا عليهم الباب»، وهي العملية التي يزعمون فهيا أنهم سيدخلون معسكرات الجيش المصري، وكذلك الشرطة بهدف فتح الحدود بين مصر وليبيا، ويتم التنسيق بين مجلس شورى المجاهدين وجماعة الإخوان من خلال طارق الهاشمي أحد قيادات داعش في العراق، وأسامة رشدي رجل التنظيم الدولي للإخوان في إسطانبول، حيث تم الاتفاق بينهما على طرق دعم ما اسموهم «المجاهدين في مصر».

وقد سبق أن نجحت المخابرات المصرية في رصد جماعة إرهابية جديدة بالقرب من الحدود مع ليبيا تضم نحو 15000 إرهابي مسلحين بأسلحة حديثة، وكانت تستعد لدخول مصر، إلا أن اكتشاف هذه الجماعة واتخاذ الجيش المصري مجموعة من الإجراءات الاحترازية في إطار خطة أُطلق عليها «القبضة الحديدية» لحماية منطقة الحدود، أحبطت هذا المخطط وأجلا تنفيذه لحين توافر ظروف تضمن نجاحها.

صراع الميليشيات في ليبيا

منذ سقوط نظام القذافي في خريف 2011، كانت خيوط السلطة المركزية تفلت بين أصابع الدولة الجديدة، مما تسبب في خلق كيانات تحولت سريعا إلى ميليشيات وكتائب دينية وجهوية وقبلية، يمكن تقسيمها اليوم وفقا للصراع المستعر والحرائق المتصاعدة حول مطار العاصمة طرابلس إلى أربع مجموعات رئيسية منها ثلاث مجموعات تتقاتل في الوقت الحالي بضراوة، ومجموعة رابعة تراقب الأحداث انتظارًا للحظة التحرك المناسبة، وهذه المجموعات يمكن تقسيمها كالآتي:

1- المجموعة الأولى:- مجموعة الإسلاميين بكل أطيافها: وتضم ما لا يقل عن 20 كتيبة وميليشيا، وتنخرط فيها جنسيات ليبية وغير ليبية وتقودها شخصيات محسوبة على تنظيم القاعدة وأخرى على جماعة الإخوان من مدينة مصراتة وتسعى في الوقت الحالي للسيطرة على طرابلس، وتخوض أيضا معارك ضارية مع قوات اللواء حفتر في شرق ليبيا، وتدير هذه المجموعة معاركها في طرابلس بواسطة ما يسمى بميليشيات «الدروع»، في الشرق داخل مدينتي بنغازي ودرنة بميليشيات «أنصار الشريعة» الذي صنفته الولايات المتحدة أخيرا تنظيما إرهابيا.

2- المجموعة الثانية: هي المحسوبة على الليبراليين وأنصار الدولة المدنية – والمقصود بهم القسم الذي يسيطر فعليا على مطار طرابلس الدولي منذ أكثر من سنتين بتنيق مع الحكومات السابقة، وتتكون هذه المجموعة مما يعرف باسم «كتيبة القعقاع» وكتيبة «الصواعق»، وبعض الميليشيات الصغيرة الأخرى القادمة من مدينة الزنتان الواقعة إلى الجنوب الغربي من طرابلس، مثل كتيبة «النصر» التي كان يقودها «جمعة أحسن» الذي عرف بشدة بأسه ي قتال قوات القذافي.

3- المجموعة الثالثة: مجموعة «الجيش الوطني» التي يقودها اللواء حفتر: وهي تتمركز جنوب شرقي بنغازي، وتعتمد على شن غارات بالطائرات والصواريخ وبعض الهجمات البرية على مواقع الإسلاميين المتشددين في مدن المنطقة الشرقية خاصة بنغازي ودرنة، وعلى خلاف المجموعتين الأولى والثانية، لم تظهر مجموعة حفتر إلا مع مطلع هذا العام بعد أن تمكن حفتر من جمع شمل آلاف الضباط والجنود التابعين للجيش الليبي السابق، وضم إليه الآلاف من المتطوعين الشبان، في محاولة منه لتشكيل أول جيش نظامي في الدولة بعد الثورة في إطار ما أطلق عليه (معركة الكرامة)، لكن المشكلة التي تواجه حفتر تكمن في عدم قدرته على الحصول على اعتراف من جانب الحكومة أو القبائل الرئيسية التي ترفض هيمنة ميليشيات الإسلاميين على السلطة.

4- المجموعة الرابعة: القبائل الرئيسية في ليبيا، ومنها قبائل ورقة والمقارحة وغيرها، التي تعرضت للتهميش والإقصاء من جانب الحكام الجدد، وناصبتهم الكتائب والميليشيات الإسلامية العداء منذ البداية، ورغم وجود تنسيق بين هذه القبائل، فانها لم تدخل المعركة بعد، لا إلى جانب «مجموعة الزنتان»، ولا إلى جانب «مجموعة حفتر»، وتكتفي حتى الآن بتوجيه انتقادات «لمجموعة مصراتة» لكونها الأكثر تشددًا ضد قبائل المتهمة بأنها كانت تساند القذافي خلال فترة حكمه.
ريطة الميليشيات المسلحة في ليبيا

وتعد الاشتباكات المسلحة التي وقعت أخيرًا في العاصمة طرابلس الأعنف منذ فترة طويلة حيث اشترك بين ما يعرف بـ «درع الوسطى» الذي يضم في معظمه تشكيلات عسكرية من مصراتة، والذي يحظى بدعم من إخوان ليبيا، ويتم تسليحه من قبل قطر، وبين الكتيبة الأمنية المسيطرة على مطار طرابلس المدعومة من لوائي القعقاع والصواعق المحسوبتين على مدينة الزنتان، وأعلنت دعمهما لعملية الكرامة التي يقودها اللواء حفتر في بنغازي وتسيطر الكتيبة الأمنية التابعة لقبائل الزنتان بشكل كامل على طريق العاصمة، وهو ما دفع التشكيلات الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان لضرب الزنتان والسيطرة على طريق المطار، وقد أدت الاشتباكات بين قوات مصراتة وحلفائها من شمال غرب البلاد، وبين ألوية الزنتان إلى تدمير 95% من الطائرات الليبية على الارض بما يساوي خسارة قيمتها 1.5 مليار دولار، وقد استخدمت الميليشيات من الجانبين أسلحة متوسطة وثقيلة من أجل السيطرة على مطار طرابلس، وتهاجم الكتائب المتحالفة مع مدينة مصراتة الغربية الساحلية المطار بالصواريخ والمدفعية لإخراج منافسيهم من مدينة الزنتان الجبلية، وكلا الطرفان يرفضون تسليم اسلحتهم إلى الدولة، وتسعى الميليشيات إلى السيطرة على كل المنافذ الحيوية لطرابلس، ومن المعروف أن مطاري معتيقة ومصراتة تحت قبضة هذه الميليشيات، والمطار الوحيد الخارج عن سيطرتهم هو مطار طرابلس الذي يريدون الهيمنة عليه للحصول على الدعم اللوجستي من الخارج لعملياتهم، ومن المعروف أيضا أن الزنتان تسيطر على النفط في منطقة طرابلس، أما المصرياتيون فبين أيديهم مدينة كبيرة (مصراتة) تضم ميناءً كبيرًا ولكنهم لا يمتلكون موارد نفطية، لذلك يسعون للاحتفاظ بالسيطرة على ما تبقى من الدولة المركزية، وقد طُرحت مبادرات محلية لوقف القتال باءت بالفشل.

وتأتي مدينة بنغازي أحد أكثر الأماكن الملتهبة في ليبيا، وذلك عقب عملية الكرامة التي يقودها اللواء حفتر ضد جماعة أنصار الشريعة التي تستخدم الأراضي الليبية كمركز استقطاب للعناصر الإرهابية من أفغانستان وتونس وسوريا والصومال من أجل تكوين تشكيلات مسلحة تتخذ من ليبيا نواة لإعلان دولة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية، وتعتبر هذه الجماعة مسئولة عن الهجوم الذي تم ضد القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2012، وأدت إلى مقتل القنصل الأمريكي، وتصنيف أمريكا لهذه الجماعة بأنها إرهابية وقد أعلنت جماعة أنصار الشريعة مؤخرا سيطرتها على إحدى القواعد العسكرية في بنغازي، وإعلان المدينة امارة إسلامية، وترددت شائعات ثبت كذبها حول هروب اللواء حفتر من بنغازي وأكد المتحدث باسم حفتر أنه لم يحدث انسحابا لقواته من مواقعها كما يشيع الإرهابيون، ولكن إعادة انتشار للقوات استعدادًا لاستئناف معارك تطهير بنغازي نهائيا من الإرهابيين، وفي إطار ذلك أعلنت القوات الخاصة الليبية انها اضطرت إلى التخلي عن معسكرها الرئيسي في جنوب شرق بنغازي بعد تعرضها لهجوم متواصل من تحالف يضم مقاتلين ومتشددين اسلاميين في المدينة.

ويصل إجمالي الخلايا الإرهابية في ليبيا لأكثر من 300 ميليشيا مسلحة جميعها يعتنق الفكر التكفيري الذي تعتنقه القاعدة وداعش فضلا عن خلايا السلفية الجهادية الأخرى، والتي من بينها: تيبة 17 فبراير، وسرايا راف الله السحاتي، ودرع ليبيا، وكتيبة أنصار الشريعة، وغرفة عمليات ثوار ليبيا، وكتيبة ثوار طرابلس.، وغيرهم، وبعض منهم سعى لتكوين ما يعرف بالجيش المصري الحر لإعادة تنفيذ السيناريو السوري، والليبي بمصر، وإنتشار داعش في منطقتها الغربية، وحيث يوجد 6 معسكرات لهذا الجيش داخل ليبيا، من بينها 3 معسكرات بالقرب من الحدود المصرية، أكبرها معسكرات في مصراتة ودرنه في وادي الشواعر، وهو أخطرهم لوجوده على مسافة 60 كم من الحدود مع مصر، وتسيطر عليهما كتيبة راف الله السحاتي بقيادة إسماعيل الصلابي، وغرفة ثوار ليبيا بقيادة شعبان هدية المعروف باسم أبو عبيدة الليبي التابع لتنظيم القاعدة، وسبق أن القت الأجهزة الأمنية المصرية القبض عليه في يناير 2014 بالقرب من مطروح، ثم أفرجت عنه مقابل الإفراج عن الدبلوماسيين المصريين، كما تربطهم علاقات قوية بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

وتنقسم خريطة الميليشيات في ليبيا إلى السلفية الجهادية بمنطقتي زلتين وطرابلس، بينما تتركز (كتيبة راف الله السحاتي) بدرنة وبنغازي، كما يتواجد أيضا ميليشيات مسلحة تابعة لأنصار الشريعة في بنغازي ودرنة واجدابيا، فيما تسيطر ميليشيات 17 فبراير على المدن الليبية الشرقية، كما تسير قوات درع ليبيا على منطقة مصراتة، كما يمكن تقسيم الميليشيات المسلحة بليبيا إلى عدة تقسيمات مناطقية، تتركز في بعض المدن غير القبائلية بهدف تكوين حركات انفصالية والاستقلال عن الدولة الليبية في إطار تقسيم ليبيا إلى عدة دويلات وأخرى قبائلية وتشتبك مع نظيرتها في محاولة لفرض نفوذ قبلي على بعض المناطق خاصة التي تحتوي على آبار نفط، أما النوع الثالث فهو ميليشيات عقائدية، وهي تلك التي تقوم على إيديولوجية دينية (تكفيري أو قاعدي أو داعش) حيث تستهدف تنفيذ عمليات على الحدود ويسيطر عليها مشروع الخلافة، كما تكفر قوات الجيش والشرطة وتبيح دماءهم، وأخيرا ميليشيات التهريب، التي تسعى للسيطرة على على المدقات والدروب الجبلية بهدف تسهيل عمليات تهريب السلاح والمخدرات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
تدهور الموقف فى ليبيا واثره على الامن القومى المصرى (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تدهور الموقف فى ليبيا واثره على الامن القومى المصرى (2)
» اهداف اسرائيل من ضرب الامن القومى المصرى
» فى بيان لها.. الإخوان تزعم: ليبيا لا تهدد الأمن القومى المصرى
» اضطراب الموقف الروسي إزاء ثورات الربيع العربي
» مجدى لاشين احترمت منك هذا الموقف بحق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات الصحفى محسن سالم-
انتقل الى: