المتابع لرد الخارجية الأمريكية أمس على تصريحات السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية حول تصاعد الاحتجاجات فى فيرجسون، وتعامل الشرطة الأمريكية مع المتظاهرين، يكتشف إلى أى مدى هناك ازدواجية فى المعايير لازالت تحكم الساسة فى واشنطن حتى بالنظر إلى أزمة أو مشكلة داخلية تفجرت بسبب تعامل عنيف من جانب الشرطة. واشنطن توزع علينا النصائح والإرشادات، لكن حينما تخطئ ونحاول أن نلفت نظرها إلى هذا الخطأ، يتبجح مسؤولوها بأن لديهم شفافية وحرية رأى على عكس دول من بينها مصر بالطبع كما يرددون دوما، متناسين أن حرية الرأى هذه استتبعها اعتقال صحفيين ألمانيين شاركا فى تغطية الاحتجاجات دون أن توضح الشرطة الأمريكية أسباب هذا الاعتقال. الرد الأمريكى الذى جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مارى هارف، جاء نصا «هنا فى الولايات المتحدة، نحن نأخذ فى الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بشفافية ونزاهة وصدق، مقابل ما يجرى فى أى دولة أخرى فى العالم.. هذه هى حلاوة حرية التعبير التى ننعم بها فى الولايات المتحدة. إنها حرية التعبير التى لا يمكننا أن نقول إنها تحظى بنفس الاحترام فى مصر»، وبالنظر إلى هذا الرد نصل إلى نتيجة أن هناك حالة تكبر داخل إدارة باراك أوباما تجاه أيه انتقادات خارجية، والوضع هنا لا يقتصر على الانتقادات المصرية فقط، فهم يتحدثون عن الجميع بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الذى طالب واشنطن بضبط النفس. وبخلاف الرد الأمريكى فإننى هنا يجب أن أحيى الخارجية المصرية ووزيرها سامح شكرى، لأنهم امتلكوا جراءة التعليق على هذه الأحداث، رغم أن كثيرين اعتبروا أن مصر أقل من ذلك، أقل من أن تعقب على دولة كبيرة ومانحة مثل الولايات المتحدة.. لكن تصريحات عبدالعاطى بعثت برسالة للداخل والخارج، بأن مصر موجودة وتستطيع رصد ما يحدث فى العالم حتى وإن كانت منهمكة فى مشاكلها الداخلية، كما أن هناك رسالة مهمة وهى أن معايير حقوق الإنسان واحترام الحريات، واحدة ولا تتغير بين دولة وأخرى، لذلك فإن السؤال الآن: أين هيومان رايتس ووتش وغيرها من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان فيما يحدث حاليا فى فيرجسون.
المتابع لرد الخارجية الأمريكية أمس على تصريحات السفير بدر عبدالعاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية حول تصاعد الاحتجاجات فى فيرجسون، وتعامل الشرطة الأمريكية مع المتظاهرين، يكتشف إلى أى مدى هناك ازدواجية فى المعايير لازالت تحكم الساسة فى واشنطن حتى بالنظر إلى أزمة أو مشكلة داخلية تفجرت بسبب تعامل عنيف من جانب الشرطة. واشنطن توزع علينا النصائح والإرشادات، لكن حينما تخطئ ونحاول أن نلفت نظرها إلى هذا الخطأ، يتبجح مسؤولوها بأن لديهم شفافية وحرية رأى على عكس دول من بينها مصر بالطبع كما يرددون دوما، متناسين أن حرية الرأى هذه استتبعها اعتقال صحفيين ألمانيين شاركا فى تغطية الاحتجاجات دون أن توضح الشرطة الأمريكية أسباب هذا الاعتقال. الرد الأمريكى الذى جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مارى هارف، جاء نصا «هنا فى الولايات المتحدة، نحن نأخذ فى الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بشفافية ونزاهة وصدق، مقابل ما يجرى فى أى دولة أخرى فى العالم.. هذه هى حلاوة حرية التعبير التى ننعم بها فى الولايات المتحدة. إنها حرية التعبير التى لا يمكننا أن نقول إنها تحظى بنفس الاحترام فى مصر»، وبالنظر إلى هذا الرد نصل إلى نتيجة أن هناك حالة تكبر داخل إدارة باراك أوباما تجاه أيه انتقادات خارجية، والوضع هنا لا يقتصر على الانتقادات المصرية فقط، فهم يتحدثون عن الجميع بما فيهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون الذى طالب واشنطن بضبط النفس. وبخلاف الرد الأمريكى فإننى هنا يجب أن أحيى الخارجية المصرية ووزيرها سامح شكرى، لأنهم امتلكوا جراءة التعليق على هذه الأحداث، رغم أن كثيرين اعتبروا أن مصر أقل من ذلك، أقل من أن تعقب على دولة كبيرة ومانحة مثل الولايات المتحدة.. لكن تصريحات عبدالعاطى بعثت برسالة للداخل والخارج، بأن مصر موجودة وتستطيع رصد ما يحدث فى العالم حتى وإن كانت منهمكة فى مشاكلها الداخلية، كما أن هناك رسالة مهمة وهى أن معايير حقوق الإنسان واحترام الحريات، واحدة ولا تتغير بين دولة وأخرى، لذلك فإن السؤال الآن: أين هيومان رايتس ووتش وغيرها من المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان فيما يحدث حاليا فى فيرجسون.