محسن سالم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

محسن سالم

منتدى دينى سياسى عسكرى رياضى قصصى
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 اغلاق ملف الارهابيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 5120
تاريخ التسجيل : 03/09/2012

اغلاق ملف الارهابيه Empty
مُساهمةموضوع: اغلاق ملف الارهابيه   اغلاق ملف الارهابيه Emptyالثلاثاء أغسطس 19, 2014 9:09 pm

إغلاق ملفّ الجماعة هو المشروع القومى الحقيقى للجمهورية الجديدة، تستطيع مصرُ- لو صدقت الإرادة- أن تصحح فى الأعوام الثمانية القادمة أخطاء ثمانية عقود سابقة، نمت خلالها الجماعةُ وتغلغلت حتى مثّلت الخطر الأكبر على الدولة ومؤسساتها وعلى المجتمع ومقومات وجوده من أساسه. لا توجد دولة عاقلة- فى العالم- تسمح بوجود جماعة منظمة هدفُها المعلن هو الانقضاض على هذه الدولة وتأسيس دولة إسلامية على أنقاضها. ولايوجد شعبٌ عاقلٌ- فى العالم- يسمح بوجود تنظيم مُغلق يُكّفره ويستعلى عليه ويتهيأ للاستحواذ عليه وتغيير هويته رأساً على عقب.
لكن إغلاق ملف الجماعة ومن على نهجها من الجماعات ينبغى أن يسبقه مشروعٌ قومىٌ أكبر وأخطر، وهو تجديد وتحديث وعصرنة الدولة المصرية نفسها، تحديث عقلها البيروقراطى الغليظ، تطوير كبدها القاسى، إحياء ضميرها الميت، لتكون دولة عصرية تضعُ نفسها فى خدمة الناس، لا دولة شرقية استبدادية تضعُ رقاب الناس تحت سيفها الصدئ.
هذه الدولة هى المسؤولة عن تغلغل الجماعات، لعب بها الملكان فؤاد ومن بعده فاروق ليدعما استبدادهما فى مواجهة الوفد المصرى حزب الأغلبية آنذاك. ولعب بها الرئيس نجيب ليقوى نفوذه فى مواجهة مجلس قيادة الثورة. ولعب بها الرئيس عبدالناصر حتى يتخلص من الأحزاب ومن الديمقراطية بكاملها. ولعب بها الرئيس السادات فى مواجهة اليسار والناصريين. ولعب بها مُبارك كفزاعة يُخيف بها الداخل والخارج. ولكن كانت المحصلة النهائية أن انتصرت استراتيجيةُ الجماعة طويلةُ الأنفاس، على تكتيكات الحُكام قريبة الأغراض. وكانت الجماعةُ هى الوارثُ لهم جميعاً فى الرابع والعشرين من يونيو 2012م، فى أكبر نكسة لحقت بقلاع الدولة والمجتمع من داخلها.
أرجوك، لو عاوز سيادتك- تفهم يعنى إيه «ملفّ الإخوان»- أن تعود إلى الخطاب الدموى الذى ألقاه الرئيس محمد مرسى فى الثانى من يوليو وعشية سقوطه بساعات قليلة، أخطأ الإعلامُ فك شفرات الخطاب، وأساء الإعلامُ فهم لُغة الإخوان التى تجسدت فى سطوره وكلماته وحروفه، ذهب الإعلامُ يُطلق عليه خطاب الشرعية، لالشىء إلا لأن هذه الكلمة تكررت فيه بكثرة. هو - فى الحقيقة- خطابُ الدم المؤجل من أول يوم تأسست فيه الجماعة، هو خطابٌ إخوانىٌ خالصٌ يكتنزُ- بوضوح- كل تراث الإخوان من نزوع إجرامى ميّال للانزلاق إلى دوّامة العُنف، هو إشارةُ حرب طويلة قديمة، استعد لها الإخوان عبر ثمانية عقود، حتى حان حينُها فى تلك الليلة، التى تأكد فيها الإخوانُ أن غنائم السلطة توشكُ أن تسقط من أيديهم، فأعلن مُرسى بداية الحرب هذه التى ترونها فى شوارع مصر وفى عواصم العالم.
بمراوغة الإخوان المعروفة، وبخُبثه الريفى الواضح، وبروح عدوانية مهزوزة مفجوعة، تحدث مرسى مُعلناً بداية الحرب: «عندنا شرعية، عندنا مرجعية، عندنا دستور، عندنا رئيس منتخب. هذه الشرعية- هى الوحيدة- التى تضمن لنا إذا احترمناها جميعاً، ألا يكون بيننا قتال، ألا يكون بيننا اعتراكٌ بالعُنف، ألا يكون بيننا أى نوع من سفك الدم، الشرعية هى الضمان الوحيد، لنحافظ على بلدنا، ونمنع سفك الدماء، وننتقل إلى مرحلة جديدة».
وعلى طريقة بشار الأسد، وعلى نهج القذافى وأولاده، يستخدمُ التورية المفضوحة ليرسل رسائل التهديد المباشر: «دماء المصريين غالية علىّ جداً جداً جداً، أقف ضد من يحاول إراقة هذه الدماء. ثمنُ الحفاظ على الشرعية حياتى، حياتى أنا، أنا عاوز أحافظ على حياتكم كلكم».
ثُم يرسم خريطة المواجهة بلغته المكيرة الخبيثة، حيث تذهب ظواهرُ الألفاظ فى اتجاه، بينما تشير بواطنُها وأعماقها إلى الاتجاه المُعاكس: أولاً: إذا كان الحفاظُ على الشرعية دمى أنا، فأنا مستعد أن أبذل دمى فى سبيل هذا الوطن. إرادتى حديدية لاتتزحزح خطوة واحدة إلى الخلف. ثانيا: أنا عاوز أحافظ على الجيش، أوعوا- أبداً- تسيئوا للجيش المصرى، أوعوا تواجهوه أو تستخدموا العنف معاه. ثالثاً: الشرعية هى البديل الوحيد، لنضمن عدم ارتكاب عُنف، وأقولُ للجميع، من يبغى غير ذلك، سيرتدُّ عليه بغيُه، وربما يجر الوطن فى اتجاه خاطئ جداً سيئ جداً. رابعاً: أدعو الجميع للتمسك بالشرعية معى، لن أسمح ولن أرضى، أن يتخذ أحدٌ- يقصد إنذار الجيش- إجراءات تهزُّ هذه الشرعية، هذا مرفوض، هذا مرفوض.
خُلاصة الدرس المُستفاد من ثمانية عقود أو أكثر أن الجماعة والدولة- على طرفى نقيض- لا يلتقيان. وأن التنظيم والشعب- على طرفى نقيض- لا يتعايشان. وأن تفكيك الجماعة والتنظيم هو البديل الأقل كُلفةً عن البديل الآخر وهو تفكيك الدولة والمجتمع.
تأسيسُ جمهورية جديدة، خالية من فكر الجماعات وتنظيماتها ومخاطرها، يستلزمُ أن تكون- بحق- جمهورية جديدة، تبدأ من حيثُ انتهت الديمقراطيات العصرية الناجحة فى الشرق والغرب. عظيمٌ أن تكون عندنا مشروعات قومية يلتقى عليها الناس، لكن ذلك لن ينجح إلا فى وجود مشروع قومى أكبر لإصلاح آلة وعقل وفكر ووظائف الدولة القديمة، وهى المسؤولة عن وقوعها ووقوعنا- معها- فى فخّ الجماعات القديم منها والمستحدث، وقد انشقت الأرضُ عن هذه الجماعات، وظهرت بوجهها العدوانى الصريح فى رحاب رابعة، بما كاد يوشكُ أن تركب مصرُ وشعبها مراكب اللاعودة. نعم.. وجب إغلاق ملف الجماعات، ووجب فتح ملفات الدولة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mohsensalim.mountada.net
 
اغلاق ملف الارهابيه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اديب كفى افتراء على قطر وتميم قرر اغلاق قناة الجزيره
» الاخوان الارهابيه تهدد بريطانيا
» كتائب الارهابيه وقتل الغلابه
» السعوديه والاخوان الارهابيه بقلم ناصر عراق
» ابو الفتوح لا دليل ان الجماعات الارهابيه ظهير للاخوان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
محسن سالم :: الفئة الأولى :: منتدى مقالات الصحفى محسن سالم-
انتقل الى: