أن تعلن المملكة العربية السعودية أن الإخوان جماعة إرهابية، فهذه ضربة قاصمة للتنظيم الدولى لأشهر وأهم جماعة سياسية اتشحت برداء الدين، ذلك أن قرار المملكة، بما لها من دور فاعل ومؤثر فى المنطقة، سيسهم فى كسر أجنحة تلك الجماعة وخنقها فى النهاية.
أظنك تعى تمامًا ما للسعودية من حضور قوى فى وجدان مليار مسلم على الأقل، ففى أراضيها بعث الرسول الكريم، ومن سمائها هبط الوحى على أشرف المرسلين، وتحت ضيائها صال النبى وجال مبشرًا وهاديًا ونذيرًا، فانظر المكانة السامية التى تحتلها المملكة فى أفئدة مئات الملايين من المسلمين!
لا ريب فى أن قرار المملكة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية ينزع عنهم أى قداسة يزعمونها، ويحرمهم من مكانة لا يستحقونها، فيدرك الكثير من البسطاء آنذاك، وهم الجيش السرى للإخوان، أنهم يتعاطفون مع منظمة إرهابية تستهدف السلطة لا الدعوة، وأنها تتاجر بالدين من أجل الحكم والصولجان، وأنها لا تتورع عن التفجير والقتل بهدف دنيوى لا دينى، وأنها تستهين بالنفس البشرية التى حرم الله قتلها إلا بالحق، والحق هنا يقصد به القانون والدولة ممثلة فى قضائها وأزهرها وشرائعها.
لقد خسر الإخوان فى أقل من عامين ما ربحوه فى 85 سنة، وبحسبة بسيطة ستكتشف أنهم فقدوا احترام وتعاطف عشرات الملايين فى مصر، كما خسروا الظهير الدينى القوى المتمثل فى المملكة العربية السعودية، فباتوا أسرى أفكارهم المختلة، عبيد تنظيم مهدد بالانفجار.
بقى عندى ملاحظة أراها بالغة الأهمية وهى أن الفكرة الفاسدة لا تموت بقرار مهما كانت قوة القرار وضرورته وفعاليته، فالأفكار المضطربة لا تقاوم إلا بالأفكار الصائبة، والآراء المخبولة لا يدحضها سوى الآراء السديدة، لذا على جميع الدول التى اكتشفت خبث الإخوان وفساد رؤيتهم أن يسارعوا إلى تأسيس منظومة عصرية تدعم الثقافة والآداب والفنون، وتحتفى بالآراء الحرة المنفتحة على العالم، وتعزز حرية الفكر والإبداع، وتسعى إلى ترسيخ فضيلة العدل الاجتماعى حتى نستطيع اقتلاع الفكرة الإخوانية الفاسدة من جذورها، وحتى يأتى قرار اعتبارها جماعة إرهابية أكله عن حق!