بعد غيبوبة طويلة، أو بعد غض الطرف مع سبق الإصرار والترصد عن الجماعات الإرهابية، بدأ المستعمر الغربى القديم الذى مازال طامعا فى مستعمراته بالمنطقة العربية، يلتفت إلى نار الإرهاب التى أشعلها ونفخ فيها بعد أن اقتربت من بيته وأغراضه وثوبه الذى يستر بدنه.
من يصدق أن بريطانيا التى تؤوى الإرهابيين وتمنحهم حق اللجوء السياسى ومنابر مزيفة لإطلاق فتاواهم وسمومهم، تقدم على حظر عدة منظمات وجماعات طالما اغتالت الأبرياء وهزت الأمن والسلم الاجتماعيين فى عديد من البلاد العربية؟.
ومن يصدق أن كندا الحليف الغربى الأول للولايات المتحدة، تنظر حظر جماعة الإخوان الإهابية بعد أن تقدم مجموعة مواطنين من أصل مصرى بعريضة للبرلمان هناك؟!
بريطانيا حظرت جماعة أنصار بيت المقدس وجماعة أنصار الشريعة، والمرابطون وهى جماعات تستخدم أسماء مضيئة ذات دلالات تدغدغ المشاعر للقيام بأخطر المهام الإرهابية، تارة لحساب مخابرات الدول التى تؤويها وتمولها، وتارة لحساب أفكارها المنحطة المشوهة، لكن الظاهر حتى الآن أن هذه الجماعات بدأت تخرج عن السيطرة البريطانية وتتجه للتحرك وفق أهدافها الذاتية لتحقيق أحلامها بالسيطرة وتحويل البلدان العربية والإسلامية إلى نموذج أفغانستان طالبان، فأقدمت حكومة كاميرون على حظرها بعد استخراج قانونها الخاص بالإرهاب الذى سنته فى العام 2000 من الأدراج!
فى المقابل تتجه حكومة كاميرون لحظر جماعة الإخوان، الجماعة الأم وتنظيمها الدولى، ويبدو أن «الإخوان» بدأت تدرك أن الخناق يضيق حولها، وأن الغطاء الغربى قد بدأ ينحسر عنها مع شروع مصر فى تنفيذ الخطوات الأخيرة لخارطة طريق ثورة 30 يونيو، ومع الموقف المعارض للإرهاب والمساند لمصر من الدول الخليجية الكبرى، فما كان من القيادى الإخوانى إبراهيم منير إلا أن هدد حكومة كاميرون - بحسب بى بى سى - من امتداد العمليات الإرهابية إلى أراضيها حال حظر الجماعة!
الله.. الموضوع بدأ يدخل فى طور الجد، والغرب الذى حضر عفريت الإرهاب محتاس لا يستطيع صرفه ويبدو أنه سيتأذى منه.. ولا يمكننا إلا أن ندعو: «اللهم أهلك الظالمين بالظالمين».