فى هذا الزمان تمتلئ المحاكم بأفضل المحامين للدفاع عن الخونة المجرمين وتمتلئ بأقذر البشر محترفى الشهادة الزور ضد الشرفاء الوطنيين. والعدالة عمياء لا تنحاز للشمال ولا لليمين ولا تعرف إلا شهادة الشهود ومرافعات المحامين.
والمال الذى يستأجر أمهر المحامين لإخراج المجرمين مثل الشعرة من العجين قادر على استئجار المئات من شهود الزور لجعل أنزه برىء مسجون.. ومشكلة الثوار الشرفاء أبناء هذا الشعب إن صدقوا أكذوبة الثورة النظيفة.
اقتنعوا بأن الأورام الخبيثة يمكن أن تزال بلا جراحة أو دماء ويمكن أن نقضى على السرطان المستشرى فى البلاد بالشكاوى والدعاوى والصبر على البلاء؛ لذلك لم يكن غريبا أن يتحول مبارك إلى ضحية وتتحول 25 يناير إلى خيانة وطنية.
فعلا آسفين يا ريس لأننا كنا بهذا الغباء. آسفين لأننا تركنا ذيولك وزبانيتك يشترون ويبيعون فينا بملياراتهم الحرام وكأننا بلهاء فاشتروا الإعلام وسخروا القانون وحشدوا حولهم عشرات المحامين والأقلام وغسلوا دماغ الشعب بالفوضى والانفلات والإخوان والإرهاب.
استغلوا جشع المجرمين ودناءة المتاجرين بالدين وأحلام الجماعة المتربصين ليصنعوا مقصلة هائلة لقتل ثورة هذا الشعب المسكين.
والآن خرج المفوهون فى المحاكم والبرامج والجرائد ليحكوا لنا قصة الرئيس المبجل البطل العظيم وليسخروا من الثورة وكل من شارك فيها من شرفاء المصريين فهى إخوانية أمريكية صهيونية إيرانية قطرية شيطانية تهدف لإسقاط مصر من خلال جلالة الرئيس. أخذوا يحكون عن بطولاته فى الأسكواش وإنجازاته فى الكبارى ونجاحاته فى المنتجعات وتوسعاته فى السفريات. كذبوا كل قصص التوريث والتدليس والفساد.
فجأة أصبح جمال مجرد صبى مجتهد يساعد أباه فى زراعة الغيط وعلاء شاب مخلص همه زيادة مصروف البيت. وأصبح رجال الأعمال الفاسدين المتربحين مجرد أصدقاء على القهوة وأقطاب النظام اللصوص المجرمين من أولياء الله الصالحين. شوه المفوهون الواقع وجعلوا الناس تائهين وتساقطت كل الحقائق واختفى برهانها وسط زيف الدعاوى وكذب القادرين. فمن يصدق الآن صوت ثائر سجنوه بعشرات التهم ويكذب مليارديرا مهيبا أو إعلاميا قديرا؟.
من يستطيع الآن أن يقول إن مبارك فسد أو إنه يتحمل دم من قتل ومن ضحى بعمره ليتنحى الديكتاتور عن عرشه؟. من يستطيع الآن أن يطالب بأموال هذا الشعب وممتلكاته أو أن يسأل عن كل ما نهبوه من قوت أولاده؟. من يستطيع الآن أن يحاسب نظاما تطهر زورا من كل ذنوبه وحمل الثوار غدرا كل الخطايا.