قيادات وأعضاء حركة حماس قرروا بمراهقة شديدة، وعبث وتصرفات غير مسؤولة، التحرش بالجيش الصهيونى، فى إطار خطة تم وضعها فى طهران بالاشتراك مع حماس وحزب الله، والتنظيم الدولى للإخوان، وقطر وتركيا وتونس، لجرجرة مصر فى مستنقع الحرب ضد تل أبيب، بهدف توريط الجيش المصرى، وإبعاده عن إعادة ضبط الأوضاع الأمنية الداخلية، والنهوض بمصر، من حالة الانهيار الاقتصادى.
قادة حماس يتعاملون مع العرب والدول الإسلامية حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية، فيرتمون فى أحضان دويلة قطر للحصول على الأموال والذهب، ويتوددون لإيران الشيعية للحصول على السلاح والمال معا، ويربطون أنفسهم فى «ذيل» أردوغان تركيا، الذى يساند جماعة الإخوان، ثم يخططون ليل نهار لإثارة الفوضى فى مصر، وقتل أبنائها، ويقررون من جانب فردى خوض معارك وهمية مع إسرائيل ويطالبون جيش مصر لإعلان الحرب على تل أبيب، دون تنسيق مسبق، أو مشورة، وكأن الجيش ومقدرات الأوطان وأمنها القومى لعبة فى يد حركة لا تبالى بالمخاطر، ولا تعرف الفرق بين مفهوم الدولة، ومفهوم الحركة أو الجماعة.
ثم يطالبون الجيوش العربية، وتحديدا الجيش المصرى، أن تعلن الحرب على تل أبيب، وكأن هذه الجيوش عبارة عن فتوات الحرافيش فى روايات وأفلام الكاتب الكبير نجيب محفوظ، يتعاركون بالنبوت، فى أى زمان أو مكان.
جيش مصر العظيم والكبير والذى يحتل المكانة رقم 13 فى قائمة ترتيب الجيوش القوية فى العالم، لا يعمل بهذه الطريقة «العيالية»، والفتونة «النبوتية»، فالمعارك الكبرى تحتاج إلى حشد وتخطيط عالى المستوى، وسلاح متقدم ومتطور، واختيار الميدان الذى ستنطلق منه الشرارة الأولى، ولا يمكن لجيش فى الكون بما فيه الجيشان الأمريكى والروسى، وهما الجيشان اللذان يحتلان المركزين الأول والثانى كأقوى الجيوش فى العالم، لا يستطيع أى منهما أن يستيقظ قادته من نومهم لإعلان الحرب ضد دولة أخرى فجأة.
هذا المخطط الجهنمى، بدأ تنفيذه، وعلى المصريين شعبا وحكومة، أن يفطنوا لهذا المخطط الوضيع، وعدم الانسياق وراء العواطف والشعارات البراقة.